18/04/2024

أطباء يجيبون عن كل التساؤلات بشأن اللولب

بعد ولادة الطفل الأول أو حتى قبل ذلك، تسأل الطبيبة النسائية عن وسائل منع الحمل التي ستعتمدها الزوجة. قد تكونين سمعتِ عن حوادث مزعجة عن أنواع اللولب الرحمي حصلت مع قريبة أو صديقة، أو ربما زيادة وزنها بطريقة تخشينها.

للإجابة عن الاستفسارات التي قد تدور بذهنك، ننقل فيما يلي آراء خبراء وأطباء تحدثوا لمجلة Elle الفرنسية لتوضيح محاسن ومساوئ الأمر.

غالباً ما ينصح الأطباء باستخدام اللولب كأفضل وسيلة، كونها طويلة الأمد وفعالة، إذ إن فرص فشلها تنحفض إلى 0.2%.

واللولب عبارة عن قطعة تشبه حرف الـ T بالإنكليزية، ويمكن وضعها مباشرة بعد الولادة، ولا تؤثر على خصوبة المرأة عند إزالتها لاحقاً.

يؤدي اللولب الهرموني إلى زيادة خطر حدوث الكيس المبيضي، أما اللولب النحاسي فيؤدي إلى دورات شهرية أطول وأقوى من العادة.

أما عن زيادة الوزن، فلا توجد دراسات كافية لحسم الأمر، إذ سجلت بعض النساء زيادة وزنها وأخريات خسارته، والأمر غير محسوم علمياً.

الدكتورة كاثرين أوكونيل وايت، مديرة برنامج زمالة تنظيم الأسرة، بجامعة بوسطن/ مركز بوسطن الطبي تجيب عن الأسئلة:

س: ما هو الفارق بين مختلف أنواع اللولب الرحمي الموجودة في السوق وكيف تعمل على منع الحمل؟

ج: هناك 5 أنواعٍ مختلفةٍ من اللولب الرحمي في السوق بالولايات المتحدة، 4 منها هرومونيةٌ -أي أنَّّها تحتوي على هرمون البروجستين- وأحدها غير هرمونيٍّ، بمعنى أنَّه يستخدم الأسلاك النحاسية كوسيلةٍ لتحديد النسل.

تعمل جميع الأنواع الخمسة من اللولب موضعياً، أي أنَّ تأثيرها الأكبر في منع الحمل يأتي من مفعولها على بطانة رحمكِ.

وتنقل الأنواع الهرمونية من اللولب الرحمي كميةً صغيرةً من البروجستين إلى مجرى الدم.

ولكن في المُجمَلِ، مقارنةً بالأصناف الأخرى من وسائل تحديد النسل الهرمونية، فمستويات الهرمون التي تدخل في الدم جراء اللولب أدنى بكثيرٍ، ويبقى النصيب الأكبر من الهرمون في الرحمِ.

تحتوي جميع اللوالب الرحمية الهرمونية المتاحة على نفس الهرمون، ألا وهو البروجستين، لكنَّها تتباين في مستويات البروجستين التي تحملها.

وبالتالي، يختلف عدد أعوام صلاحيتها، وتكون لها آثارٌ مختلفةٌ على الدورة الطمثية.

اللولب المحتوي على أقلِّ جرعةٍ من الهرمون هو سكيلا Skyla، ومعروفٌ عنه أنَّه يجعل الدورة الشهرية لدى السيِّدات أخفَّ، ولكنَّها تصبح منتظمة إلى حدٍّ كبيرٍ، مثله مثل حبوب تحديد النسل.

أما اللولبان ذوا أكبر جرعةٍ من البروجستين، وهما ميرينا Mirena وليليتا Liletta، فمن الشائع للغاية أن يتَسَبَّبا في مرور السيِّدات بدورات طمثيةٍ خفيفةٍ على نحوٍ لا يُصَدَّق، تكون عادةً مجرَّد بقع أو لا تأتي الدورة على الإطلاق.

(ملحوظة: اللولب الرحمي الهرموني الرابع هو كايلينا Kyleena، الذي يدوم 5 سنواتٍ. واللولب الرحمي الخامس هو النحاسيُّ غير الهرموني، باراغارد ParaGuard).

س: اللولب الرحميّ النحاسيّ يجعل رحم المرأة ساماً للحيوانات المنوية، هل هذا صحيح؟

ج: نعم هذا صحيحٌ، لكن معظم السيِّدات يكرهن التفكير في أي شيءٍ سامٍّ على الإطلاق داخل أجسادهن.

يمكن وصفه بأنَّه أشبه بالتهاب في بطانة الرحم، يُصادِف أنََّه سامٌّ للحيوانات المنوية، هذا صحيحٌ، لكنَّه أشبه بالتهاب في الجزء الداخليِّ من الرحم، يجعله مكاناً غير صالحٍ لبقاء الحيوانات المنوية، وبالتالي الحمل.

(ملحوظة: قد يؤدي اللولب النحاسي إلى حصول دورة شهرية أطول من العادة لدى بعض السيدات، وقد تعاني من انخفاض في الدم).

س: كيف تجري عملية تركيب اللولب؟

كاثرين: أول ما تفعله الطبيبة هو وضع منظارٍ بداخل المهبل، وهي أداةٌ تُباعد بين جِدارَي المهبل، لكي تستطيع رؤية عنق الرحم.

فور أن تنتهي الطبيبة من تنظيف عنق الرحم، عادةً ما تضع أداةً مُثَبِّتَةً عليه لتمنعه من الحركة، وأحياناً قد يُسَبِّب وضع تلك الأداة تشنُّجاً عضلياً طفيفاً.

يمكن وصف عملية تركيب اللولب الرحمي بأنَّها سلسلةٌ من ثلاثة تشنجاتٍ. تشنجٌ، وتشنجٌ، ثم تشنجٌ كبيرٌ، ثم ينتهي الأمر.

لذا، فالأمر مجرد موجات صغيرة من الألم وليس 5 دقائق من الآلام المبرحة المستمرَّة.

بعدها غالباً ما تفحص الطبيبة عمق hg رحم، وتضع أداةً رفيعةً للغاية اسمها «مسبار» بالداخل.

يُبَيِّن المسبار عمق الرحم، لكي تعرف الطبيبة أين عليها وضع اللولب بالضبط.

ثم الخطوة الأخيرة هي تركيب اللولب الرحمي نفسه، إذ يوضع اللولب بأداة تُشبه شفَّاط شُربٍ رفيعٍ للغاية، ويمرُّ عبر فتحة عنق رحمكِ ثم يبرز اللولب من الطرف الآخر.

أي أنَّ الطبيبة لا تحتاج إلى إحداث أي جرحٍ في جسدك على الإطلاق.

بل بإمكانها استعمال الفتحة الطبيعية لعنق الرحم التي تؤدِّي إلى الرحم نفسه، من حيث تخرج دماء الدورة الشهرية، لتركيب اللولب.

س: بالنسبة للعرائس اللواتي لا يردن الإنجاب، هل تقترب العملية من منطقة غشاء البكارة؟

كاثرين: يدخل المنظار المهبل بالفعل، وإذا كان الغشاء سليماً تماماً، فهو يُعَقِّدُ من عملية تركيب اللولب الرحمي، ويشترط تركيبه اختراق الغشاء نفسه.

س: كيف تعرفين إذا كان اللولب قد تحرَّك أو حدث شيءٌ ما بعد التركيب، لا سيَّما إذا كنت لا تشعرين بأي تغييرٍ بعد بضعة أسابيع؟

كاثرين: هذا بالضبط ما ينبغي أن تشعري به، لا شيء.

اعتدنا في الماضي أن ننصح السيدات بإجراء فحصٍ لخيط اللولب بأنفسهنَّ بعد كل دورةٍ شهرية، لكن توقفنا عن ذلك عندما أدركنا أنَّه من الصعب للغاية أن تشعر المرأة بخيوط اللولب، وإذا ما رادوها الشك فيمكن الاستعانة بالطبيب/الطبيبة لإجراء فحص سريع.

س: ما الآثار الجانبية المتوقعة للتوقف عن تناول حبوب منع الحمل وتركيب لولبٍ رحميٍّ؟

كاثرين: إنك تتركين حبوب تحديد النسل، التي تمنحكِ دوراتٍ شهرية خفيفة ومنتظمةً دون مفاجآتٍ ولا تشنُّجاتٍ عنيفةٍ، لكي تتعاملي الآن مع نزيف غير منتظمٍ وزيادة التشنُّجات التي تحدثنا عنها.

وهناك فوائد أخرى من حبوب تحديد النسل لبشرتنا من ناحية المساعدة على مقاومة حَبِّ الشباب.

لذلك قد تتغير بشرتكِ، ليس لأن اللولب الرحميِّ قد تسبَّب في طفحٍ جلديٍّ وإنما لفقدانكِ الأثر الوقائيَّ لحبوب تحديد النسل.

أرى أنَّ الأمور التالية هي أهم ثلاثة أمورٍ عليكِ توقعها: النزيف، والتشنُّجات، وحَبُّ الشباب.

س: هل يمكن لبعض اللوالب الرحمية الهرمونية أن تتسبَّب في العُدِّ الكيسيّ؟

كاثرين: بالنسبة إلى النساء فائقات الحساسية للهرمونات، يمكن للَّوالب أن تُفاقِم الوضع.

ففي معظم الحالات التي رأيت فيها نساءً يعانين من حَب الشباب بعد أن يركبن لوالب رحميةً، يكون ذلك بعد إقلاعهنَّ عن تناول حبوب تحديد النسل.

لذلك من الصعب الجزم كيف كانت لتبدو بشرتهنَّ دون الحبوب لأنهنَّ استبدلن اللولب بها على الفور.

لكنها حقيقةٌ، أنكِ إذا كنتِ تعانين من حَبِّ الشباب، وكانت حبوب تحديد النسل تسيطر عليه، فقد يتفاقم الوضع حين تقلعين عنها.

وتستعمل بعض السيدات لولباً رحمياً نحاسياً إلى جانب الحبوب.

إذ يستعملن اللولب النحاسي لأنَّه الوسيلة الأفضل لتحديد النسل، ويستعملن الحبوب لأجل بشرتهنَّ، ولا ضير في ذلك.

س: لكنك لا تنصحين باستعمال حبوب تحديد النسل مع أحد أنواع اللوالب الهرمونية؟

كاثرين: هذا أمرٌ مثيرٌ للجدل حقاً بسبب غياب البيانات الواضحة، لذا فهو أمرٌ أنصح باستشارة طبيبكِ حياله.

س: كيف تعرفين إذا كان هناك عيبٌ ما في اللولب بعد تركيبه؟

كاثرين: من المعتاد أن تعود النساء لأجل الاستشارة بعد تركيب اللولب بستَّةِ أسابيع، لكن الهدف الرئيسي لذلك الفحص هو التأكد من أمرين:

أولاً: ألا يثقب اللولب بطنكِ عن طريق الخطأ.

ثانياً: مجرَّد التأكد من ارتياحكِ في وجوده.

ولكن بعد ذلك عادةً لا يفحص الطبيب اللولب إلا مرةً واحدةً سنوياً أثناء الفحص الطبي العام.

وذلك لعلمنا بأنَّه ما إن يركب اللولب في الرحم، فإنَّ كان سيتحرَّك فالاتجاه الوحيد الذي سيتحرَّك فيه هو إلى خارج الجسد.

أولاً: في الغالب تلاحظين حدوث ذلك، فهو لن يحدث في هدوءٍ.

بل إنك تعانين فجأة مزيداً من التشنُّجات أو مزيداً من النزيف، أو كليهما.

لذا أنصح دوماً مريضاتي بأنَّه لو تغيَّر نمط الطمث كثيراً على نحوٍ مفاجئٍ، فليس عليهنَّ تحمُّل الألم والتجلُّد، بل عليهنَّ أن يأتين إليَّ.

قد تكون هذه علاماتٍ على أنَّ اللولب الرحميَّ قد بدأ في الخروج.

ثانياً: قد تشعرين به وهو يهبط إلى مهبلكِ، وقد يشعر الزوج بشيءٍ ما.

لذا إن كنتِ تشعرين بأي تغيُّرٍ، فمن الأفضل أن تعرضي نفسكِ على طبيبة على سبيل الاحتياط.

تصنيفات