20/04/2024

خطيب بالدقهلية: قضاء مصالح الناس أفضل من تكرار الحج والعمرة

قال الشيخ نشأت زارع، إمام وخطيب مسجد سنفا بميت غمر بمحافظة الدقهلية، خلال خطبة الجمعة اليوم بعنوان ” خير الناس أنفعهم للناس.. النفع العام للناس فى ضوء الشرع الحنيف ” أن مقاصد الشريعة جاءت لتحقيق مصالح الناس والحرص عليها فأينما تكون المصلحة فثم شرع الله وكل مايحقق المنفعة للناس فهو من الشرع وأن لم يكن فيه نص وكل مايصطدم مع مصالح الناس فهو بعيد عن الشرع.

وأضاف قائلا ” يجب أن يكون معيار الحكم على الناس من خلال تفاعلهم وإيجابياتهم مع نفع الناس كل على قدر ظروفه فرب درهم سبق ألف درهم ولاتحكموا على الناس من خلال عباداتهم الشعائرية ولا كثرة خطاهم للمساجد ولكن من خلال نفعهم للناس فرسولنا قال خير الناس أنفعهم للناس ولم يقل خير الناس اعبدهم لله “.

وتابع قائلا ” اتعجب من إنسان قادر على نفع الناس بما أنعم الله عليه بنعم كثيرة ثم لايبالى بذلك بل ربما ينشغل بنوافل العبادات لأنها مجانا عن فرائض الانفاق ونفع الناس هذا نريد أن نقول له إن الله لايقبل النافلة حتى تؤدى الفريضة وفريضتك نفع الناس طالما قادر على ذلك “.

وأضاف قائلا ” إن من يتدبر ثوابت الدين والأديان يجد أن التشريعات كلها تصب فى مصلحة الإنسان ونفعه ودفع الضرر عنه وهذا هو منهج الأنبياء والرسل أنهم جاءوا لتحقيق مصالح البلاد والعباد فيا ليت الجماعات المتطرفة تدرك مقاصد الدين بل والأديان أنها جاءت للخير العام للبشرية وتحقيق المصالح وليس للقتل والتفجير وتفخيخ السيارات وتفجير الكنائس والمساجد والحسينيات والأسواق وكانهم يتقربون إلى الله بالأشلاء والدماء لعنهم الله “.

وتابع قائلا ” ليعلم الجميع أنه بقدر نفعك للناس دون أن تفرق بين أبيض وأسود ومسلم وغير مسلم فالناس سواسية لا فضل لعربى على أعجمى ولا لأبيض على أسود إلا بالتقوى بقدر نفعك للناس بقدر منزلتك عند الله ومحبة الله لك وبقدر بعدك عن الناس وعدم مبالاتك بآلامهم بقدر بغض الله منك فانت الحى الميت او الميت الحى حى بجسده وميت بقلبه وإحساسه وعقله وروحه “.

وأضاف قائلا ” حتى فى ترتيب الأولويات والمفاضلة بين عملين كلاهما خير يجب أن نراعى تقديم المصلحة العامة على الخاصة، فمثلا شخص يتقاضى أجرا من وظيفة، وينشغل بقيام الليل ثم يصبح مرهقا مجهدا ولا يستطيع تقديم مصالح الناس، بسبب ذلك هذا خللا فى الفهم واكل اموال الدولة بالباطل وتضييع للأمانة وترك الفرض والتبس بالنافلة مع أن الفرض مقدم على النافلة “.

وتابع قائلا ” يجب فهم مقاصد الدين ولا نقف على حرفية النصوص وغياب فقه المقاصد، وعلى الجميع أن يدرك أن تقديم مصالح الناس ونفع الناس وتقديم العون لهم خاصة أصحاب العوز والحاجات أفضل وأولى ومقدم عن تكرار الحج والعمرة “.

تصنيفات