28/03/2024

نائب رئيس الجمهورية المصرية الأسبق

وعضو مجلس قيادة الثورة

النشأة

ولد عبد اللطيف محمود البغدادي في 20 سبتمبر 1917 بقرية شاوة – مركز المنصورة – مديرية الدقهلية. حصل على البكالوريا سنة 1937. درس في الكلية الحربية وتخرج منها في 31 سنة ديسمبر 1938 وكان الثاني على دفعته. التحق بمدرسة الطيران الحربي وتخرج فيها عام 1939 وكان الأول. وعمل ضابطا طيارا بالقوات الجوية عام 1939، وتدرج من رتبة طيار ثان حتى رتبة قائد جناح “عقيد”.

هو قائد أول تنظيم سرى في سلاح الطيران.

حياته العسكرية والسياسية

  • كان أول ضابط طيار مصري ألقي قنابل على تل أبيب، وكان قائد جناح 9.
  • حصل على النجمة العسكرية مرتين خلال حرب فلسطين.
  • قائد أول تنظيم سرى في سلاح الطيران.
  • في 1948 عين قائداً لمحطة طيران غرب القاهرة.
  • انضم لتنظيم الضباط الأحرار عام 1950.
  • عقب ثورة 23 يوليو عين مراقباً عاماً لهيئة التحرير.
  • في 18 يونيو 1953 عين وزيراً للحربية في عهد الرئيس محمد نجيب.
  • في 16 سبتمبر 1953 عين رئيساً لأول محكمة لثورة.
  • في 17 إبريل 1954 عين وزيراُ للشئون البلدية والقروية ورئيس لمجلس الخدمات العامة في وزارة الرئيس جمال عبد الناصر.
  • في 29 يونيو 1956 عين وزيراً للشئون البلدية والقروية ووزيراً لإعادة تعمير بورسعيد بعد العدوان الثلاثي.
  • في 22 يوليو 1957 انتخب أول رئيساً لأول مجلس نيابي بعد قيام الثورة.
  • بعد قيام الوحدة مع سوريا حل مجلس الأمة وعين نائبا لرئيس الجمهورية.
  • في أغسطس 1958 عين نائباً لرئيس الجمهورية لشئون الإنتاج.
  • في 8 نوفمبر 1960 عين رئيساً للجنة الوزارية للشئون الاقتصادية العليا.
  • في 17 أكتوبر 1961 عين نائباً لرئيس الجمهورية للإنتاج ووزيراً للخزانة والتخطيط.
  • في 19 أكتوبر 1961 كلف بإعادة تنظيم الجهاز الحكومي.
  • في 24 أكتوبر 1962 عين عضواً للجنة التنفيذية العليا للاتحاد الاشتراكي.
  • ظل بمجلس الرئاسة الذي شكل في نوفمبر 1963.
  • في مارس 1964 قدم استقالته واعتزل الحياة السياسية.
  • أول من شق بعصاه طريق كورنيش النيل في زمن قياسي.

 

حقيقة التنظيم

لم يحدث في تاريخنا الحديث أن إختلفت الأقوال التاريخية حول حقيقة أكثر مما حدث للتنظيم الذي عرف بإسم “تنظيم الضباط الأحرار” حدث خلط شديد بين التنظيمات السرية التي قامت داخل القوات المسلحة بأسماء مختلفة سوف نأتي على ذكرها، وبين إسم “الضباط الأحرار” حدث خلط شديد بين التنظيمات السرية التي قامت داخل القوات المسحة بأسماء مختلفة سوف نأتي على ذكرها، وبين إسم “الضباط الأحرار” وأصبح كله عند الكثيرين “ضباط أحرار”.

• قال “كمال الدين حسين” وكان مقربا من “جمال عبد الناصر.. إن فكرة تنظيم الضباط الأحرار قد نبعت عام 1938م برئاسة جمال عبد الناصر في منطقة منقباد، وهنا كلام مرسل لا يقوم على سند تاريخي ولم يقل به حتى “جمال عبد الناصر” نفسه.

• أنور السادات تحدث عن التنظيمات العسكرية مرتين لا تتفق الأولى مع الثانية – كتابه “قصة الثورة كاملة” وأصدره في حياة عبد الناصر وكتابه “أسرار الثورة المصرية” وكتب مقدمته “جمال عبد الناصر” وصدر الكتابات عن دار نشر ورسمية هي الدار القومية وكنت فيها في موقع مهم في النشر .. وذكر أنور السادات ما يفهم منه أن تنظيم الضباط الأحرار نشأ عام 1948 ، وقد لحقته خسـائر شديدة أثناء المعركة في فلسطين، وبدأ الضباط الأحرار بعد العودة من فلسطين يعيدون الإتصالات من جديدة، وماشي!

• كتابه “البحث عن الذات”، وقد صدر بعد رحيل عبد الناصر وأصبح السادات في السلطة، أخذ السادات راحته وتحدث عن دوره في تشكيل التنظيم عامي 1938 و1939، ويذكر أنه رأى عبد الناصر الذي جاء إلى منقباد بعد وصول السادات وإجتماعاته بالضباط بستة شهور، وتحدث عن أول تنظيم سري للضباط. وكان معهم “عبد المنعم عبد الرءوف” ولم يذكر إسم جمال عبد الناصر، وما علينا، في حياة عبد الناصر قال السادات إن التنظيم بدأ عام 1948 ، وبعد وفاته قال إنه هو الذي بدأ التنظيم عام 1938.

• عبد اللطيف البغدادي قال كلاما يدعو إلى الثقة وذكر أن أول تنظيم سري في الجيش كان تحت إسم “مجموعة الطيران” وليس الضباط الأحرار والأعضاء وهم “الطيارون أحمد سعودي أبو علي وحسين عزت ومحمد وجيه أباظة وعبد اللطيف البغدادي.. وكان ذلك مع بداية عام 1940م، الحرب العالمية الثانية مشتعلة، وقامت هذه المجموعة بالإتصال بالأحزاب والضباط وإنضم إليهم “أنور السادات”، ولم يشترك جمال عبد الناصر لوجوده في السودان.

• تنظيم مهم آخر قام بدور مهم في حركة الجيش عرف بتنظيم “ضباط الجيش” أو “سلاح الفرسان”، دفعة “30 يونيو 1944” كان منهم أربعة تلاقت أفكارهم ومشاعرهم لإنقاذ البلاد: سعد عبد الحفيظ، مصطفى نصير ، عبد الحميد كفافي ، جمال الدين منصور عرفت أولهم “سعد عبد الحفيظ” معنا في الثقافة وكيل الوزراة عرف بالموضوعية والحيدة ، وبدأت المجموعة عام 1945 بكتابة المنشورات على الآلة الكاتبة ، وهي المجموعة هي التي إبتكرت إسم “الضباط الأحرار” في أكتوبر عام 1950، وهي التي وضعت “المبادئ الستة” التي وزعت بالبريد على شباب السياسيين وأذكر أن أحدها وصلني في ذلك العام.

• مجموعة الإخوان أو كما أسمتها مجموعة “ضباط الجيش” بمجموعة “جمال عبد الناصر – وخالد محي الدين” وقد بدأت نشاطها في نهاية عام 1949 ، وكان “خالد محي الدين” هو ضابط الإتصال بين الجماعيتن إلى أن تم الإندماج في مجموعة واحدة، وذلك عام 1950م. وذكر أحد الضباط الإخوان “حسين حمــودة” ذكر مجموعة الإخوان هذه أول مجموعة “جمال خالد” وهم “جمال عبد الناصر، خالد محي الدين، وعبد المنعم رءوف، كمال الدين حسين، سعد حسن توفيق، صلاح خليفة، وحسين حمودة”.

مؤلفاته: مذكرات عبد اللطيف البغدادي 1977.

تنظيم الطيران

نقلا عن مذكراته “مع بداية عام 1940م والحرب العالمية مشتعلة .. ولم يكن للجيش المصري قرب الحدود الليبية المشتركة مع حدودنا إلا بعض قوات رمزية من الجيش والطيران تعسكر في منطقة مرسى مطروح، كانت هناك مجموعة من أربعة ضباط برتبة ملازم طيار تقيم معا في شقة مفروشة بمصر الجديدة، وهي قريبة من المطار الحربي مطار ألماظة، وكانت هذه المجموعة مكونة من الطيارين “أحمد سعودي أبو علي وحسين عزت ومحمد وجيه أباظة وعبد اللطيف البغدادي” ولم نجد أمامنا من وسيلة إلا عمل تنظيم سري بين ضباط الجيش والطيران لمقاومة الإحتلال البريطاني ، وكان ذلك في بداية عام 1940، وقد تم الإتصال مع جماعة الإخوان المسلمين للتعرف على مدى إستعدادها للمشاركة في تحقيق هذا الهدف، وإقترحوا علينا إدماج التنظيمين أي التنظيم الخاص بنا مع التنظيم الخاص بالإخوان المسلمين.

 

وعن طريق حسين عزت تم ضم “أنور السادات” إلى المجموعة ، وهذا التنظيم هو الذي كلف “أنور السادات وحسين عزت بالإتصال بالجواسيس الألمان، وإنكشف الامر وقبض على أنور السادات وحسين عزت ، وفي يوم الإثنين 29 يونيو عام 1942 إستقل احد أفراد المجموعة وهو “أحمد سعودي أبو علي” طائرة مقاتلة من النوع البريطاني ومعه حقيبة بها كل ما أمكن جمعه من معلومات وإتجه بها نحو منطقة مرسى مطروح غرب الإسكندرية وكانت تقد تحت سيطرة القوات الألمانية في ذلك الحين، ولم يعلم أحد مصير “أحمد سعودي” حتى تاريخ كتابة المذكرات: ملحوطة مهمة .

بدأ البغدادي كتابة مذكرات عام 1964، وصدرت عام 1977، أي في عهد سلطة السادات الذي كثيرا ما تحدث عن مجموعة البغدادي على أنها مجموعته الخاصة به وتحدث عن أحمد سعودي ومغامراته وعن صديقه حسين عزت عن وجيه أباظة على أنهم أفراد مجموعته التي رأسها عام 1940 .. وذلك له دون سند تاريخي صحيح ، المهم أن “البغدادي” إنتقل مدرسا بكلية الطيران، مما ساعد على تماسك التنظيم وزيادة عدد المنضمين إليه حتى يوليو عام 1952.

بتنظيم البغدادي لم يشترك فيه “جمال عبد الناصر” لوجوده في السودان وتعرف البغدادي على “خالد محي الدين” عام 1942 وكان يعرف “عبد المنعم عبد الرءوف” المخلص للإخوان قبل ذلك التاريخ.

توفي في 8 يناير 1999، وتقدم جنازته الرئيس محمد حسني مبارك.

مجموعة الأخوان

بدراسة ما كتبه “مصطفى نصير” وعبد الحميد كفافي، وسعد عبد الحفيظ، والسفير جمال منصور، وخالد محي الدين، وحسين حمودة، ود. محمود جامع، وعبد المنعم عبد الرءوف” وجميعهم كانوا موالين لجماعة الإخوان المسلمين بدرجات متفاوتة. من هذا كله نخرج بأن جماعة الإخوان المسلمين لم تكن بعيدة عن النشاط السري للضباط داخل القوات لمسلحة منذ زمن باكر.

إتصل البغدادي ومجموعة الطيران بجماعة الإخوان المسلمين منذ عام 1940 دون أن يؤدي الإتصال إلى الإندماج بين الجماعة والمجموعة ، وإتصل “السادات” بالشيخ “حسن البنا” دون نتيجة محددة ، وتؤكد المصادر ان أكثر الضباط إخلاصا للإخوان المسلمين كان هو “عبد المنعم عبد الرءوف” والذي رفض فيما بعد في إجتماع “الهيئة التأسيسية برئاسة عبد الناصر” أن يتخلى عن ولائه للإخوان فلم يتم ضمه للجنة التأسيسية وإن كان قد ظل على إرتباط حتى قاد القوات للإستيلاء على قصر رأس التين وإخراج الملك فاروق يوم 26 يوليو عام 1952، والثابت أيضا أنه قبل نهاية عام 1949م بدأ “جمال عبد الناصر” بالإتصال بعض الضباط الوطنيين بغرض لهم شملهم، وكان منهم “عبد المنعم عبد الرءوف” الذي قدم لجمال عبد الناصر “كمال الدين حسين وخالد محي الدين” وأصبح الجميع أعضاء بالإخوان المسلمين ، وكانت الخية العسكرية بالإخوان يرأسها “الصاغ محمود لبيب” ، وتم ضم عناصر جديدة إلتقوا جميعا في منزل بالسيدة زينب وفي غرفة مظلمة أقسموا اليمين على المصحف والمسدس أما “صالح عشماوي” ممثلا لمرشد الإخوان المسلمين وبحضور “عبد الرحمنن السندي” قائد الجهاز السري.

وكانت المجموعة تتكون من “عبد المنعم عبد الرءوف وجمال عبد الناصر وخالد محي الدين وكمال الدين حسين وحسين حمودة وسعد توفيق” وأقسموا جميعا على المصحف والمسدس أما “الشيخ حسن البنا” ، وبذلك تكونت أول خلية عسكرية داخل الجهاز السري للإخوان، وكان المسئول الأول عن خلية الضباط هو عبد المنعم عبد الرءوف والثاني هو أنور السادات – الذي كان على إتصال سابق بالشيخ حسن البنا – والثالث هو جمال عبد الناصر ، وبعد دخول السادات السجن أصبح عبد الناصر هو الرجل الثاني ونشب صراع بينه وبين عبد المنعم وتشكـــلت خليتان.

الأولى: لعبد الرءوف، والثانية: لعبد الناصر وتخضعان لقيادة “عبد الرحمن السندي” ويروي “محمود جامع” في كتابه “عرفت السادات” أن محمود لبيب كان مريضا وذهب عبد الناصر لزيارته وشمله محمود لبيب كشوفا بأسماء الجهاز السري والخلايا العسكرية، وقد إستخدم عبد الناصر هذه الثروة الكبيرة عندما شن الحملات ضد الإخوان فيما بعد ، والطريف أن عبد الناصر في الوقت الذي كان يشرف فيه على خلية سرية لضباط الإخوان كان عضوا في تنظيم “حدتو” الماركسي بإسم حركي “موريس”.

تنظيم “ضباط الجيش”

وفي وقت مقارب لحراس السرية العسكرية للإخوان المسلمين كان هناك تنظيم مهم في سلاح الفرسان إختار في مطبوعاته إسم “ضباط الجيش” .. وتؤكد مطبوعات هذا التنظيم أنه هو الذي إختار إسم “الضباط الأحرار” وهو التنظيم الذي وضع المبادئ الستة ، في دفعة 30 يونيو عام 1944 كان نصيب سلاح الفرسان 12 ضابطا من أوئل الدفعة منهم أربعة تلاقت أفكارهم ومشاعرهم لإنقاذ البلاد وهم – فيما بعد – اللواءات: سعد عبد الحفيظ، مصطفى نصير، عبد الحميد كفافي، السفير جمال منصور، بدأت إجتماعاتهم في منزل مصطفى نصير بشارع الكومي في حي السيدة زينب، كانت الإجتماعات أسبوعية، والفكرة الرئيسية هي القيام بثورة. وإنضم إليهم “عبد الفتاح أبو الفضل” وطيار ثان طلعت ناجي، وطيار ثاني عبد المحسن الوسيمي ، بدأت المجموعة كتابة المنشورات على الآلة الكاتبة، وأقنعوا موظفا في السكة الحديد “محمد شوقي عزيز” أن يكتب المنشورات على الإستنيل في مكتب محاسبة يعمل به بعد الظهر، ثم يقوم بالطبع على الرونيو في عمله بالسكة الحديد. وإنضم إلهم “محسن عبد الخالق” من ضباط المدفعية، قدم للتنظيم “فتح الله رفعت” و”أبو الفضل الجيزاوي” ، و”أمين مظهر” و”أبو اليسر الأنصاري” من ضباط المدفعية ومن ضباط المشاه “عباس رضوان وعبد الرحمن مخيون”، وعهدي خيرت، وعبد الكريم محمرم.

في أحد الإجتماعات حضر دون دعوة “رشاد مهنا، ومصطفى كمال صدقي وكمال عبد الحميد” .. ورفض رشاد مهنا أن يقسم على المصحف بحماية سر هذه الجماعة، وقدم لهم “مصطفى كمال صدقي” الصول “جمال جلال” الذي توجه إلى النقراشي باشا رئيس الوزراء وقدم له المعلومات الكاملة عن هذا التنظيم ، وقبض عليهم البوليس الحربي وتم تشتيتهم إلى أسلحة مختلفة، وكمال صدقي كان أساسا عضوا في “الحرس الحديدي” والذي قام بمحاولة إغتيال “مصطفى النحاس باشا” وتزوج من الفنانة “تحية كاريوكا” وقبض عليه في إحدى قضايا التنظيم الشيوعي “حدتو”، وحفظ النائب العام “حافظ سابق” قضية تنظيم ضباط الجيش عام 1947، المهم في هذا المجال أن “خالد محي الدين” كان عضوا في مجموعة الإخوان التي يرأسها “جمال عبد الناصر”، وقد دعى لأحد إجتماعات في مجموعة “ضباط الجيش” ووجد أن الأهداف واحدة وعرض على مجموعة ضباط الجيش” التنسيق بين جماعتهم وجماعة أخرى ، وهي المجموعة التي نشأت داخل الإخوان المسلمين ، ومن الطريف أن جماعة “ضباط الجيش” أطلقت على مجموعة “جمال عبد الناصر الإخوانية” إسم “مجموعة جمال – خالد”.

مجموعة جمال-خالد

كانت مجموعة جمال-خالد تضم “جمال عبد الناصر وخالد محيي الدين وعبد المنعم عبد الرءوف وكمال الدين حسين وحسين حمودة وسعد توفيق” وإنضم إليهم بناء على إقتراحات جمال عبد الناصر “عبد اللطيف البغدادي وصلاح سالم” وفي إجتماعات 6 يناير 1952 إنضم إليهم جمال سالم وأنور السادات، وهنا ملاحظة مهمة أن مجموعة “جمـــال – خالد” هي النواة الأساسية للضباط الذين إستولوا على السلطة في 23 يوليو عام 1952.

الأرجح أن أول إجتماع لمجموعة “جمال – خالد” كان في نهاية صيف عام 1949، في حين أن مجموعة البغدادي بدأت عام 1940م، ومجموعة سلاح الفرسان بدأت عام 1945م، وتم إندماج مجموعة “جمال – خالد” مع مجموعة الفرسان أو مجموعة ضباط الجيش. وأخذ التشكيل الجديد إسم الضباط الأحرار الذي كان من إقتراح “السفير جمال منصور” عضو مجموعة “ضباط الجيش”، وأخذ التشكيل الجديد أيضا “المبادئ الستة” الذي روجت له مجموعة “ضباط الجيش” ، وبدأ التنظيم الجديد تحت إسم “الضباط الأحرار” ، وتم إطلال إسم “اللجنة التأسيسية للضباط الأحرار” ، والتي أطلق عليها بعد يوليو عام 1952 إسم “مجلس قيادة الثورة” ، وقد إقترح “جمال عبد الناصر” ضم زكريا محيي الدين وحسين الشافعي في 15 أغسطس عام 195 ، وفي الوقت نفسه تم ضم البكباشي “عبد المنعم أمين ويوسف صديق لدورهما في ليلة الثورة.

ولكن ماذا بعد

وعلى الرغم من الإندماج بين مجموعة “جمال – خالد” الإخوان المسلمين سابقا .. ومجموعة ضباط الجيش “سلاح الفرسان سابقا” فإن تشكيل الضباط الأحرار الجديد نشبت فيه صراعات بين عناصر المجموعتين ، وإجتمعت اللجنة التأسيسية لسلاح الفرسان في أغسطس عام 1952 لتسجيل الأحداث التي سبقت قبب 23 يوليو عام 1925 أي تسجيل تاريخ تنظيمها خوفا من الضياع أو نسبته إلى آخرين، ومنع مجلس قيادة الثورة نشر هذه المعلومات وتأجيل النشر إلى أجل غير معلوم، وبعد 23 يوليو وبتوجيهات من “جمال عبد الناصر” بدأت حركة لتصفية قيادات الفرسان ونقلهم إلى الشكرات والوظائف المدنية وأحلاتهم إلى الإستيداع ، وبدأت حركة واسعة لنقل ضباط سلاح الفرسان إلى الواحات والصحراء. . وبعد المواجهة التاريخية من سلاح الفرسان لجمال عبد الناصر أصدر “مجلس قيادة الثوةر” قرار بإلغاء تنظيم “الضباط الأحرار” بحجة أنه إستفنذ أغراضه ، وهذا الموقف من جمال عبد الناصر إزاء سلاح الفرسان يعود إلي ما قبل التحرك في 23 يوليو ، تقول أوراق سلاح الفرسان إن مجموعة “عبد الناصر” أخفت عن قيادة مجموعة الفرسان موعد التحرك في 23 يوليو حتى لا يكون لهم دور تاريخي. ويقول “خالد محيي الدين” في كتابه “الآن أتكلم” ص 176 وص221 ما معناه أنه عند وضع اللمسات الأخيرة للتحرك ليلة 23 يوليو ، طلب خالد الإستعانة بكفافي ونصير إلا أن عبد الناصر رفض.

حياة “عبد اللطيف البغدادي” نفسه داخل الحركة بين شد وجذب ، عام 1960 تولى منصب وزير الإقتصاد ، ثم وزيرا للحقانية والتخطيط عام 1961م ، وإستقال من جميع مناصبه عام 1964 وهو نائب لرئيس الجمهورية ، ويكفيه أنه ترك لنا مذكراته في جزأين يمكن الإعتماد عليهما عند الحديث عن الحركات السرية داخل الجيش.

وفاته

في 15 يناير عام 1999 رحل “عبد اللطيف محمود البغدادي” وترك للباحثين أمور كثيرة يختلفون عليها وفي مقدمتها موقف الرجل من محاكمة “محمد فؤاد سراج الدين” “53-1954” أمام محكمة رئاسة قائد الجناح عبد اللطيف البغدادي ، وعضوية البكباشي أنور السادات ، وقائد الأسراب حسن إبراهيم ، والموضع الثاني حقيقة تنظيم “الضباط الأحرار” التي إختلف حولها أعضاء التنظيم وقادته إختلافا كبيرا دعانا إلى إستجلاء الحقيقة. محمد فؤاد سراج الدين باشا قال في “ذكرياته” لجريدة “الوفد” 14 ديسمبر 1998: كان البغدادي يؤمن ببراءتي وأعطاني كل فرصة للدفاع عن نفسي في خمس جلسات ، لكن عبد الناصر أجبره على النطق بالحكم ، خمسة عشر عاما ، وعلمنا فيما بعد أن الذي كتب نص الحكم هو “سليمان حافظ” بتكليف من عبد الناصر ، وفي جلسة مجلس قيادة الثورة غاب البغدادي ، ولم يحضر الجلسة ، ورفض “كمال الدين حسين” الموافقة على التصديق على الحكم ، وقال “محمد نجيب” كيف تدينون رجلا كان يحارب الإنجليز ، وينظم أعمال المقاومة ضدهم بعد إلغاء معاهدة عام 1936 ، ولكن عبد الناصر رفض عدم التصديق على الحكم وقال لوفد من أسرتي.. أريد تخويف الأحزاب بحكم قاس ضد فؤاد سراج الدين ، وأنه يريد توجيه ضربة قاصمة للإخوان ، وهذا الحكم يمهد الأذهان. وما قاله “فؤاد باشا” في ذكرياته أكثر من مرة تؤيده أقوال وكتابات كثيرة عن محمد نجيب وعبد اللطيف البغدادي وكمال الدين حسين وأنور السادات الذي كان يحكى – إستنادا إلى كتاب د. محمود جامع – أن كل من كان يعارض عبد الناصر نهايته معروفة ولهذا وافق السادات على الحكم الذي أملاه عبد الناصر.