16/04/2024

كيف تعامل طفلك المصاب برهاب المدرسة؟

يشتكي آباء ومدرسون من الصعوبات التي تواجههم وهم يتعاملون مع ظاهرة الرُهاب المدرسي التي تتزايد بين الأطفال والمراهقين في المدارس الابتدائية والثانوية، فكيف يمكن التصدي لها؟

هذا ما ناقشته الباحثة وأخصائية علم نفس الأطفال لاييلا بنوا في تقرير نشرته بصحيفة لوفيغارو الفرنسية، عرفت في بدايته رهاب المدرسة بأنه مجموعة من الصعوبات الشخصية -أو صعوبات في العلاقات- التي تصيب الطفل في المدرسة أو الأسرة، وتتراكم مع مرور الوقت فتفت في عضد هؤلاء الأطفال، ويتولد لديهم خوف غير منطقي من المدرسة.

ولا يختلف هذا الرهاب بين الإناث والذكور ولا بين التلاميذ المميزين والأقل تميزا، كما أنه يصيب كل الفئات المجتمعية والمهنية.

ولئن كان من هؤلاء الأطفال من عانى من ضغوط كبيرة أو تحرش، فإن بعضهم الآخر قد يصاب بهذا الرهاب دون أن يكون ثمة تفسير لذلك.

ولا يعني رفض هؤلاء الذهاب إلى المدرسة رفضهم للتعلم بوسائل أخرى، كالحصول على دروس خاصة في البيت والمتابعة حتى الحصول على شهادات كأترابهم في المدارس.

ويسمي المربون البريطانيون هذا التصرف: “رفض المدرسة”، ولا يقبلون وسمه بـ”الرهاب”، ويرجعونه إلى أسباب، فقد يكون الطالب خائفا أو ربما يحاول تجنب شيء ما أو لأنه يحس بالملل.

وتتفق بنوا معهم في أن الكثير من الأطفال يرفضون بالفعل الذهاب إلى المدرسة وخاصة مع اقتراب العام الدراسي أو الاختبارات، لكن هذه المخاوف العادية سرعان ما تتبدد ويعود التلميذ إلى التكيف.

أما الرهاب فيتجلى في غياب الطفل المتكرر وقلقه بشأن البيئة المدرسية وإصابته بالغثيان أو القيء، وهي أمور ينبغي أن تدفع الآباء -وكذا المدرسة- للتحدث إلى الطفل ومحاولة معرفة سبب التغير الذي طرأ عليه.

ويعد الحوار مع الطفل خطوة أولى لفهم هذا السلوك، وينبغي أن تكون العودة إلى المدرسة سريعة لتفادي إطالة مدة المرحلة التي يقضيها هذا الطفل بعيدا عن البيئة التعليمية، على أن تكون العودة تدريجية.

ويمكن أن يُشفع ذلك بمتابعة نفسية للتلميذ من أجل علاج الاضطرابات المرتبطة بالرهاب، والتي قد تشمل الاكتئاب والأفكار الانتحارية. كما ينبغي تشجيعه على المشاركة في الأنشطة الجماعية (الفنية والرياضية)، إذ إن التواجد مع شباب آخرين يساعد في استعادة الثقة بالنفس وإعادة اكتشاف متعة التنشئة الاجتماعية.

ويمكن اقتراح ترتيبات دراسية قد تشمل في بعض الحالات النظر في تغيير المدرسة، وكلما نبعت تلك الترتيبات من اتفاق متبادل بين الطالب ووالديه وفريق التدريس، كانت واضحة للجميع.

ولا شك أن التعاون الوثيق بين التلميذ والآباء والمهنيين في المدرسة يجعل من الممكن بالفعل للعديد من المؤسسات إعادة الثقة إلى تلاميذها.

المصدر : لوفيغارو

تصنيفات