29/03/2024

لماذا لا يملئنا الشعور بالسعادة بأطفالنا؟

أليس أطفالنا هم نعمة من الله يجب أن نشكره عليها؟، ألسنا نحبهم جدا ونفضلهم على أنفسنا؟، ألسنا نبذل وقتنا وجهدنا وصحتنا لنوفر لهم ما يحتاجون إليه؟، إذا لما لا يملئنا الشعور بالسعادة بوجودهم في حياتنا؟، لما نحملهم ونحمل أنفسنا ما لا نطيقه من الغضب والكبت والتوتر؟، والسؤال الأهم هو كيف نشعر بالسعادة مع أطفالنا؟

الخطوة الأولى هي تقبل الطفل:

كثير من الأسر يعتبروا الطفل كالكبير ويتوقعوا منه ألا يخطئ ويتوقعوا منه أن يحسن التصرف في كل المواقف وخصوصا الآباء والأمهات الجدد، ولكن البديهي والمنطقي أن نتوقع الأخطاء من الطفل ونتقبلها ونصبر على النصح والإرشاد الدائم، فالطفل يولد كالصفحة البيضاء والأبوين هم أول من يكتب فيها، فكل شئ يتعلمه الطفل ويتصرف من خلاله هو من الأسرة.

فكيف نتوقع من الطفل أن يتصرف بكل حكمه ووعي في المواقف الحياتية المختلفة ونحن لم نعلمه أو نوجهه أو ننصحه ونقوم له سلوكه؟

كيف لنا أن نتوقع منه أن يكون منخفض الصوت صبور ومطيع وهادئ وحال الأبوين عكس ذلك؟

صحيح أننا نتعب من أجل أطفالنا ونبذل كل ما هو غالي ونفيس لنوفر لهم ما يحتاجونه لكن للأسف لا نسعد بأوقاتنا معهم فمعظم اليوم يمر في أوامر ونواهي وصراخ، صراخ ليناموا صراخ ليستيقظوا ويأكلوا ويشربوا ويكفوا عن الضوضاء، فهل هذا يعقل؟

معرفة سبب المشكلة أول خطوات الحل:

فيجب على كل منا أن ينظر في حاله ويحدد سبب مشكلته، السبب الحقيقي وراء عدم شعوره بالسعادة مع أطفاله، هل هو العمل وضغوطاته؟ هل هو المرض؟ هل هو عدم تقدير شريك او شريكة الحياة؟ هل هو سلوك الأطفال نفسه؟

وبعد أن نحدد السبب نسعى لحل المشكلة، فأطفالنا ليس لهم أي ذنب من قريب أو من بعيد بما نعاني منه في عملنا أو مع الآخرين سواء داخل الأسرة او خارجها، فلكي نسعد بأطفالنا علينا أن نتعب قليلا.

وفي النهاية أود أن أنصح كل أم وكل أب أن يسعوا بجد للشعور بالسعادة مع أطفالهم لأن العمر يمر سريعا، والأيام والأشهر والسنوات تجري بنا، والعمل والإنشغال لن ينتهي، ولكن الذي يذهب ولن يعود هو الوقت وطفولة أطفالنا، والتي لن تعود حتى لو تمنيناها أو حتى ندمنا علي ضياعها.

فعليكم تقبل أطفالكم كما هم وتقبل فكرة أنهم بشر من الممكن أن يرتكبوا الأخطاء ويتعلموا منها، ثم عليكم تحديد المشكلة التي بسببها لا تتمتعون وتسعدون مع أطفالكم ثم تسعوا لحلها، وبهذا تستطيعوا أن تسعدوا مع أطفالكم إن شاء الله.

وفي النهاية نتمنى أن تكون كل أسرة إستفادت من هذه النصائح التربوية، وللمزيد تابعونا في قسم تربية الأبناء ، وأنصح بقراءة هذا المقال بعنوان: “لحظة قبل أن تطلبوا البر من أبنائكم”، وأشركونا دائما بتعليقاتكم وتجاربكم وأيضا أسئلتكم.

تصنيفات