29/03/2024

مفتى أستراليا: نقل سفارتنا بإسرائيل للقدس انتكاسة فى ثوابتنا وهدما لقيم العدالة

أعلن الدكتور إبراهيم أبو محمد، مفتي أستراليا، رفضه التام لتصريحات رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون، المتعلقة بنقل السفارة الأسترالية بأسرائيل من تل أبيب إلى القدس المحتلة، مؤكدا أن تحقق ذلك يمثل انتكاسا في الثوابت الأسترالية، وتراجعا عن الحقوق الإنسانية العامة وهدما لقيم العدالة والديمقراطية.

وكان رئيس الوزراء الأسترالي قال في وقت سابق، إن بلاده ستدرس الاعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل، ونقل سفارتها إلى هناك من تل أبيب، مشيرا في الوقت ذاته أن بلاده لا تزال متمسكة بحل الدولتين لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

وحال تحقق ذلك، ستكون أستراليا قد اتبعت التغير في سياسة الولايات المتحدة، والذي واجهت الأخيرة بسببه الكثير من الانتقادات على المستوى الدولي –وفقا لموقع بي بي سي عربية- الذى أشار إلى أن معارضين في أستراليا وصفوا تصريحات رئيس الوزراء بأنها خدعة “ماكرة” تستهدف كسب الأصوات في انتخابات فرعية هامة.

وبدوره أكد مفتى أستراليا، أن المجتمع الأسترالي يقوم على التعددية الثقافية والدينية والحضارية ونعمل جميعا على تقوية وحماية السلم العام، ومن أجل ذلك نُعلِّم أبناءنا وشبابنا ألا يجلبوا إلى بلادنا مشكلات الشرق الأوسط وصراعاته.

وأوضح أن التفكير في مثل هذا الاقتراح يزج بنا في عمق تلك المشكلات ويخلق جدلا في داخل مجتمعنا قد يؤدى إلى الاستقطاب والتقسيم والتعصب، هذا فضلا عن خسارتنا التجارية لأكثر من خمسين دولة عربية وإسلامية، حيث ستتأثر التجارة البينية يقينا بهذا الباب إذا فتح؛ مما يؤثر سلبا على اقتصاد أستراليا وعلى دخل المواطن الأسترالي وعلى مستوى معيشته، كما يصنف أستراليا ضمن الدول الحليفة للاستعمار بلا شك، ذلك فضلا عن جرح مشاعر واستفزاز واستعداء مليار و٦٠٠ مليون مسلم يتصل هذا الموضوع بعقيدتهم.

وتساءل: “فهل الحصول على أصوات 13٪ في دائرة انتخابية يساوي كل هذه الخسارة؟ ” مضيفا : “التفكير بهذه الطريقة يساند المستعمر المحتل ويصادم رغبة شعب اغتصبت أرضه في الحرية والاستقلال”، ويقوض حل الدولتين وهو المشروع الذي دعت إليه كل الحكومات الأسترالية السابقة”.

وأضاف مفتى أستراليا أن الثوابت والقيم الأخلاقية يجب أن تظل بعيدة عن المساومات السياسية، والتضحية بالمبادئ والقيم الثابتة من أجل استرضاء بعض الأصوات والحصول على كسب مقعد برلماني في دائرة انتخابية يفقد أصحابه المصداقية أمام الشعب الأسترالي كله.

واختتم المفتي تصريحاته بالتأكيد على أن تجاهل حقوق الشعوب المظلومة وفي مقدمتها الشعب الفلسطيني، والوقوف بجوار المستعمر الغاصب، والعمل على تقوية الأقوى وإضعاف الأضعف، ومساندة الاحتلال وأنظمة القمع في العالم من أهم الأسباب التي تخلق بيئة تساعد على الغضب المولد للإحباط والتطرف والعنف، بجانب كونه ضد مبادئ الأخلاق وقيم الحرية التي قامت عليها أستراليا وضد مسار الحضارة والتاريخ.

يذكر أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أعلن اعتراف بلاده بالقدس عاصمة لإسرائيل في 6 ديسمبر، وطالب وزارة الخارجية باتخاذ الإجراءات اللازمة لنقل السفارة إلى مقرها الجديد، وفي مايو الماضي جرت إجراءات نقل سفارة الأمريكية إلى القدس، بمشاركة دولية، وغياب الدول العربية، وروسيا، والصين، إضافة إلى الاتحاد الأوروبي.

يشار إلى أن الدكتور إبراهيم أبو محمد هو عالم دين إسلامي أسترالي، مصري الأصل والنشأة، شغل منصب مفتي أستراليا (أعلى منصب ديني سُني في أستراليا) في الفترة من سبتمبر 2011 خلفًا للشيخ فهمي ناجي الإمام.

تصنيفات