19/04/2024

هكذا تحولت «حبة الغلة» من وسيلة علاج آفات القمح لأداة انتحار

تحولت حبة الغلة السامة، من علاج لمكافحة الأفات وتسوس القمح، إلى حبة قاتلة تدفع الشباب إلى الهلاك بالقرى والنجوع، فعن طريقها يمكن للشخص ارتكاب جريمة قتل أو الاقدام على الانتحار.

منذ أيام شهد منطقة أرض العمدة التابعة لقسم كفر الدوار بمحافظة البحيرة حادث مأساوي عندما أقدمت طالبة وابنت خالتها على الانتحار بتناولهم حبوب حفظ الغلة القاتلة بسبب مشاكل اسرية، ولحقت بهم شقيقتها حزنا عليهن، حيث تناولت هى الاخرى حبوب الغلة وانتحرت.

تلقى اللواء مجدي القمري مدير أمن البحيرة،إخطارا من اللواء محمد هندى مدير المباحث الجنائية بمديرية الامن ، وبالفحص، تبين ورود بلاغ من مستشفى كفر الدوار العام بوصول جثتين هامدتين لكل من الطالبة إ.م.ف ١٧ سنه و الطالبة د.س.ع ١٥ سنة بمستشفي كفر الدوار العام الشامله لتناولهم حبوب الغلة القاتلة التي تستخدم في حفظ الغلة مما ادي الي توقف عضلة القلب في الحال ووفاتهم، وبعد ذلك قامت شقيقة الضحية الأولى الصغرى ا م ف 12 سنة بتناول قرص غلة وتوفيت في الحال حزنا على شقيقتها وابنت خالتها، وأشارت والدة إحدى الضحايا إلى أن الفتيات تناولن حبة حفظ القمح بطريق الخطأ، ونفت الشبهة الجنائية.

لم تكن هذه هى واقعة الانتحار الأولى بسبب الحبة القاتلة، ففي الفترة من يونيو 2017 إلى نهاية 2018 سجلت مستشفيات محافظة الفيوم، أكثر من 90 حالة وفاة بسبب تناول أقراص سوس القمح عن طريق القصد، فيما وصل إجمالى حالات الوفيات بسبب هذه الحبوب إلى أكثر من 200 مواطن خلال الـ3 سنوات الأخيرة.

وفى أول أسبوعين من شهر يوليو 2018 سجلت محافظة الدقهلية 6 حالات انتحار بسبب هذه الحبوب، وذلك لتوفرها فى محلات المبيدات الحشرية ومحلات البقالة ولرخص سعر حيث يبلغ سعر الحبة الواحدة، جنيه ونصف.

والاسم العلمي للحبة القاتلة هو “الألومنيوم فوسفيد”، وتستخدم لمنع تسوس محصول القمح، وحمايته من الحشرات الضارة، وتسجلها وزارة الزراعة كمبيد حشري، وتدخل مصر بشكل رسمي، ولا توجد أية محاذير على تداولها، وتدوّن عليها عبارة “عالية السمية”، ويوجد منها 18 منتجًا بأسماء تجارية مختلفة، إلا أن تركيبها واحد، واستخدامها واحد في حفظ الغلال والحبوب.

وتدخل مادة “زينك فوسفيد” في تصنيع حبة الغلة، ويخرج منها غاز قاتل للبشر، ولا تترك هذه الحبة أية آثار على الجسم بعد استخدامها في حالات الانتحار، وحظرت عشرات الدول العربية استخدامها، بعد تسببها في زيادة نسبة وفيات الأطفال.

من جانبه أشار حسين عبدالرحمن أبوصدام نقيب عام الفلاحين، إلى أن خطورة حبة الغلة السامة يكمن في سهولة استخدامها والحصول عليها، مطالبا الحكومة بضرورة توفير المصل المضاد لها، ولأي مبيد سام يسمح باستخدامه.

وقال نقيب الفلاحين، إن زيادة نسب حالات الانتحار بحبة الغلة يدفعنا إلى مراجعة كافة إجراءات تداولها، فعلي من يستخدم أي مبيد أن يراعي أن لا يقع المبيد بأيدي الأطفال مع ضرورة تقتين بيع واستخدام هذه المواد السامه واللجوء إلي حفظ الغلال بالطرق الطبيعيه بعيدا عن استخدام المبيدات.

وأوضح أن حفظ القمح والحبوب يمكن بطرق أخري مثل التبخير بعيدا عن استخدام المواد الكيماويه التي تحفظ الغلال من التسوس، ولكن اثارها السلبيه قد تفوق أثارها الايجابية.

وأشار نقايب الفلاحين إلى أن الذي يسعي للانتحار أمامه ألف طريقه وألف مبيد أخر لكن يجب التوعية المجتمعية من قبل الإعلام ورجال الدين بأن من يموت منتحرا كافر.

وبدورها أوضحت الدكتورة أماني عوض، أستاذ السموم بجامعة المنصورة، أنه عندما تستخدم هذه حبة الغلة السامة في الانتحار تقوم بدور قاتل سريع للغاية، فمجرد دخول القرص المعدة سيهري المعدة، ثم يوقف عضلة القلب، فيهلك الإنسان فورًا، ولا علاج له فلا يوجد متسع من الوقت لإنقاذه.

وحذرت أستاذ السموم من سوء استخدام هذه الحبة قائلة : “هذه الحبة تحتوى على غازات سامة كغاز “الفوسجين” الذى يتحد مع رطوبة الجو ويتطاير فى الهواء، وذكرت أن هذا الغاز كان يستخدم في الماضي في أحكام الإعدام، لإنه يسبب صدمة في عضلة القلب.

وتابعت أستاذ السموم بالمنصور، حديثها قائلة : “هذه الحبة لا تعتمد في وجودها كمادة صلبة، هي تعتمد على تطاير الغازات منها، حتى أنه بعد الانتهاء من استخدامها لا تجدها أو تجد مكانها مسحوق رمادي اللون، أي أنها انشطرت وتحولت لمادة أخرى بفعل تطاير الغاز منها، وهذه الغازات ضارة للإنسان”.

تصنيفات