«لا أحمل في قلبي سوى طاقة إيجابية، ورسالة حب لكل العالم أقدمها من خلال المأكولات»، هذه هي رسالة الطفل المغربي عمر عرشان الملقب بـ «الشيف عمر»، الذي تغلب على إعاقته وحوّلها إلى قصة نجاح.
طَموح ومُشاغب ذو أحلام كبيرة، إنه أصغر طباخ عربي على فيسبوك، إذ يتابعه أكثر من 150 ألف شخص.
اللافت أن قصة عمر ليست قصة عادية لطفل يهوى المطبخ والطهي، ولكنها قصة تحدٍّ وإرادة. ولا يكتفي بالتطور في عالم المأكولات، بل يأمل أن يصبح رجل أعمال ومدرب كرة قدم.
عمره 12 عاماً، ومن مواليد 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2005، وليس لديه إخوة.
وقبل أن يُتم عامه الأول، اكتشفت والدته أنه مصاب بمرض نادر يسمي «الميوباتيا»، وهو مرض يصيب العضلات بضمور.
يقول عمر «كبرت مع هذا المرض.. أفقدني القدرة على تحريك أطرافي بسهولة، فأصبحت أستعين بكرسي متحرك للتنقل».
لكن قصة عمر لا تنتهي مع المرض، بل عنده تبدأ.
https://www.facebook.com/chefomarofficiel/posts/2053575481376517
– الطفل المغربي الشيف عمر كيف بدأ ولعك بالمطبخ؟
بالصدفة، عن طريق نصيحة الطبيب لوالدتي، وهي أكبر داعم لي في حياتي.
شدد الطبيب على ضرورة حريك أطرافي، ففكرتْ والدتي في رياضة الفروسية والرسم، وغيرها من الأشياء المسلية.
كانت أيضاً تصحبني إلى المطبخ لمساعدتها في العجين، وهكذا اكتشفت ولعي بالمطبخ والوصفات المختلفة.
– معنى ذلك أن والدتك هي التي علَّمتك الطهي؟
والدتي لم تعلمني بالشكل التقليدي، ولكني كنت أراقبها خلال طهيها الطعام في المنزل.
أنا مدمن لشبكة الإنترنت، فكنت أشاهد وصفات من كل دول العالم.
وحاولت أن أطبقها وأضيف إليها لمسة مغربية.
– وما أول طبق طهوتَه؟
طبقي المفضل في العموم؛ سوشي. فأنا أعشق أكله وطهيه، وبالمناسبة أنا أطهو سوشي مغربياً وليس يابانياً.
– وهل تحوَّل الطهي بالنسبة لك إلى احتراف وليس هواية؟
أفكر في أكثر من شيء، أولاً أنني سوف أصبح مدرب كرة قدم، لأني أعشق كرة القدم، ولا أستطيع أن ألعبها، بسبب الكرسي المتحرك.
ولكن هذا السبب لن يمنعني من التدريب، خاصة أنه أصبح حرفة مستقلة وله أكاديميات في أوروبا.
أنوي أن أحترف تدريب كرة القدم، وأن يكون لدى مطعم كبير، أعلّم فيه الفريق الذي أدربه كيف يطهون الطعام بأنفسهم، بحيث يكون صحياً ولذيذاً ومغذياً في الوقت نفسه.
أحلم بأن أكون أصغر مدرب كرة قدم وشيف ورجل أعمال في المغرب.
– هل تتذكر أول فيديو سجَّلته للنشر على شبكات التواصل الاجتماعي؟
بالطبع أتذكر، كانت والدتي هي من تقوم بالتصوير. قدمت وقتها الوصفة باللغة الفرنسية، ووضعت الفيديو على حسابي الشخصي.
– وهل هذا هو ما دفعك لإنشاء صفحة تحت اسم «الشيف عمر»؟
عندما وجدت تجاوباً مع فيديوهات الطهي، اقترحت على أمي إنشاء صفحة وقناة على اليوتيوب.
في البداية تحفظتْ، إذ كان عمري 9 أعوام. وأخبرتني أمي بأنه لا بد من أن أكون على تواصل دائم مع المتابعين، ومنحتني فرصة أسبوع لأعيد التفكير في هذا القرار.
أرادت أن أكون متأكداً وأن أتحمل نتيجة قراري، خاصة أنها مسؤولية، كما قالت.
وبالفعل، عدت إليها بعد أسبوع وقلت لها: «أريد أن أشارك الناس حياتي وهوايتي وهي الطبخ».
وبالفعل، شكّلت بصحبة أمي فريقاً ناجحاً، وأصبحت أضع وصفاتي على الصفحة وعلى قناة خاصة بي بـYoutube.
– وعلى أي أساس تختار الوجبات التي تقدمها؟
أختار وجبات سهلة وسريعة تصلح لوجبة عشاء، وذلك 5 أيام في الأسبوع؛ من الاثنين إلى الجمعة.
أقدم لأمي كل يوم سبت قائمة بمستلزمات الطعام التي أحتاجها لتوفرها لي، وهذه الوجبات تكون من أي بلد، ولكني أضيف إليها النكهة المغربية.
– وما هدفك من إنشاء هذه الصفحة؟
هدفي من الصفحة هو هدفي في الحياة، أن أوصّل رسالة للعالم بالتفاؤل وحب الحياة والطاقة الإيجابية، والنظر إلى الحياة بالابتسامة، حتى يأتي إليك كل شيء جميل وسعيد.
من خلال الصفحة كوَّنت العديد من المعارف والصداقات، ويتمنى الكثير من متابعيَّ الشفاء، بدعوات صادقة من القلب أسعد بها.
أنا أشاركهم حياتي وهم يمنحونني محبة صادقة ودعماً.
– تتحدث دائماً عن والدتك، فأين والدك من كل هذه الاختيارات في حياتك؟
والدي معي في كل خطوة، ودائماً ما يقول لي: نحن فريق مكون من 3، نتحدى أي مشكلة أو عائق معاً، ونتكيف على أي وضع معاً.