يونس شلبي فنان كوميدي ذو طابع خاص، مكّنته ملامحه التي وُصفت بالطفولية، من التسلل إلى قلوب محبيه وانتزاع الضحكات منهم عند مشاهدتهم لأعماله الفنية.
احتل مكانة مرموقة بين نجوم الصف الأول في السينما والتلفزيون، لتميزه بأسلوب تلقائي وبسيط، وهو ما جعل جمهوره يتابع كل أعماله طوال مشواره الفني، وحتى بعد وفاته في 12 نوفمبر 2007.
وتقدم “ولاد البلد” في ذكرى رحيله، تقريرا مفصلا عن نشأته وطفولته بمحافظة الدقهلية، وأهم المحطات في حياته.
نشأته
ولد شلبي في 31 مايو عام 1949 بمدينة المنصورة، حصل على الإعدادية بالمنصورة، ثم انتقل إلى القاهرة وأكمل دراسته بها، وحصل على درجة البكالوريوس من قسم التمثيل بالمعهد العالي للفنون المسرحية بالقاهرة في عام 1969.
شارك على مدار رحلته الفنية في أكثر من 90 فيلما سينمائيا، منها “العسكري شبراوي والشاويش حسن وعليش دخل الجيش وإحنا بتوع الأتوبيس”، وغيرها، كما كان له أعمال في الدراما التليفزيونية بلغت 20 مسلسلا، بالإضافة لمسلسل الأطفال الشهير “بوجي وطمطم”، ومسلسل إذاعي واحد.
اختاره المخرج المسرحي نبيل الألفي للمشاركة في أول عمل مسرحي بعنوان “الغول”، ثم انضم بعدها لفرقة الفنانين المتحدين مع عادل إمام وسعيد صالح، ليقدم أشهر أدواره “منصور” بمدرسة المشاغبين، ثم “عاطف” في العيال كبرت.
زواجه
قرر يونس شلبي أن يتزوج من قريبته بالمنصورة، حيث العادات والتقاليد والالتزام، رافضا أن يتزوج من الوسط الفني، كما قال سابقا أنه شديد الغيرة، وأنجب 6 أبناء.
أصدقاء العمر
يروي محمد نجاح العجوز، أحد أقارب يونس شلبي لوالدته، والمقيم بشارع العباسي بالمنصورة، أن شلبي كان طيب القلب ويسامح بحقه كثيرا، فقد تربيا سويا وكان صديق عمره، ولطالما انتهز أي فرصة لقضاء أجازته بين أصدقاءه القدامى بالمنصورة،
ويضيف نجاح، إن نجم الكوميديا كان يجلس معه بمحل الحلويات الخاص به، يتبادلا أطراف الحديث، وكان دائما يحدثه عن الفن ومدى حبه له، كما يأخذ رأيهم بالأدوار التي يقدمها.

محمد نجاح – صديق يونس شلبي
ويقول شوقي عبد الرحمن، أحد جيران شلبي بالمنصورة، إنه ولد بشارع الحوار بميدان الطميهي بالمنصورة، وكان أصغر أخوته بعد شقيقتيه “إنصاف وفتحية،” لافتا أن أسرته كانت بسيطة ليس لها علاقة بالفن بأنواعه من قريب أو بعيد، وأن شلبي كان يتميز بدمه الخفيف منذ صغره، وأن والده توفي وهو ابن عامين، لذا كانت والدته هي الأم والأب.

مسقط رأس يونس شلبي
أما فريد سعيد وهو أحد جيران يونس شلبي بمنطقة الجلاء، فيقول إنه قد انتقل من ميدان الطميهي إلى منزل جده لأمه بشارع الجلاء بالمنصورة، ليقيم بالطابق الثالث، لافتا أنه بعد أن أصبح مشهورا كان دائم الزيارة لهم، حتى إنه اشترى شقة بالطابق التاسع بميدان الطميهي، حتى لا تنقطع صلته ببلدته.
ويتابع، إن شلبي كان يحب اللعب بالكرة الشراب، وأنه كان نحيف الجسد ودائما ما كان يتمنى أن يصبح لاعب كرة قدم.

عمارة يونس شلبي
ويضيف حمادة الرشيدي، أحد جيران مجم الكوميديا بشارع العباسي، أنه كان يحب شلبي بشدة، ودائما يأتي ويسأل عن المحتاجين، ولم ينكر أهله أبدا، كما كان عطوفا.
وتُعرف جلسته دائما بالضحك والحكايات المثيرة عن الفن وأهله، وكان يحب الكرة ويحب ممارستها دائما، وعندما يأتي لزيارته يحاولون استرجاع ذكرياتهم، بلعب الكرة في فناء واسع، ويجلسون ع القهوة مع “شلة الأصدقاء القديمة”، بحسب الرشيدي.

حمادة الرشيدي – صديق يونس شلبي
أما علي فريد، زميل شلبي في سنوات الدراسة الأولى، فيقول إنه أحب التمثيل والغناء منذ صغره، وكان يشارك بالحفلات التي تقيمها المدرسة، ولولا التحاقه بالتمثيل لأصبح لاعب كرة قدم معروف.
ويتابع فريد، أن الصلة انقطعت بينهما بعض الشيئ بعد أن سافر شلبي إلى القاهرة للالتحاق بالمدرسة الثانوية، إلا أنه كان دائم الزيارات للمنصورة ويقضي عطلته دائما بمسقط رأسه، ويتبادل الزيارات مع أصدقاء الطفولة.

علي فريد – صديق شلبي
علي مصطفى شحاته، جار الفنان يونس شلبي ونسيبه بذات الوقت، يقول إن شلبي تزوج من أخته، وكان رمزا للأخ والصديق والقلب الطيب والضحكة الحقيقية.
ويؤكد أنه رغم حبه الشديد لزوجته، إلا أنه كان صارما له معايير معينة في المرأة التي يتزوجها، فهو يلتزم بتعاليم الدين الإسلامي، لذا فضل الزواج من موطنه وبعيدا عن الوسط الفني، متابعا أنه كان نعم الأخ والصديق، وكان دائم الزيارات إليهم هو وأسرته، وكان شديد التركيز بعمله مثلما تقول عنه زوجته، على عكس ما اشتهر به.

علي شحاتة
ويؤكد اللواء محمد أبو بكر شلبي ابن عم نجم الكوميديا، أن شلبي اشترى “عمارة” بشارع الجلاء، واشتراها منه والده أبو بكر، وأقام بها من وقتها، مشيرا إلى أن الصلة بينه وبين شلبي انقطعت منذ ذلك الوقت وأصبح مجرد مشاهدا له بالتلفاز، لا يعرف عنه شيئا نظرا لمشاغل الحياة على حد قوله.
ويردف، أنه كثيرا ما يقول للناس أن هذا مجرد تشابه أسماء بينهما، وذلك لكي لا يتطرق إلى أسباب القطيعة التي لا يعلم عنها شيئا ولا يعلم لماذا كانت؟ مؤكدا أنه من ناحيته لم يزره في أيام مرضه نظرا لانشغاله في ذلك الوقت.
وفاته
تعرض شلبي لجلطة بالمخ عام 1993، أثناء عرضه مسرحية بالمملكة العربية السعودية، وأجرى عملية جراحية هناك، ثم طلب استكمال علاجه بالقاهرة، وأجرى العديد من العمليات الدقيقة، ثم لاحقه جلطة بالساقين، بالإضافة إلى ارتفاع السكر بالدم، مما اضطره لبيع جميع ممتلكاته بالقاهرة والمنصورة، لإجراء عملية في شرايين القلب لتوسيع عظام القفص الصدري، ولم تأت بالنتيجة المرجوة، ووافته المنية عن عمر ناهز 66 عاما، وتم نقله إلى مسقط رأسه المنصورة، ودفن بمقابر العيسوي.