سيدات قرية «بيهمو» يتحدين البطالة
سيدات تحدين البطالة واتخذن من أناملهن الناعمة وسيلة للإبداع والجمال، وخلق حرفة خاصة بهن وجعل قريتهن “بيهمو” بمحافظة الفيوم، ماركة مسجلة في صناعة الليف، وبالرغم من غزو «الميكنة» الأسواق والمصانع إلا أنهن رفضن الاستسلام ووضعن بصمتهن المتميزة في منتجاتهن.
بالأمل والتحدي، تتحرك يوميًا الحاجة سعدية وفيق، إلى أطراف مدينة بيهمو لتبدأ في جمع أغصان أشجار النخيل وحملها على رأسها، ويبدأ عملها من الصباح الباكر بعد أذان الفجر، لا تكل ولا تمل بالرغم من كبر سنها فهي تتجاوز الـ60 من عمرها، وأقضت أكثر من 35 عامًا في صناعة الليف.
يستغرق عمل حبال من ليف النخيل ما بين 8 لـ10 ساعات ، وتقول سعدية أنها تبيع الـ100 حبل بـ12 جنيهًا، وتستطيع أن تصنع من 55 لـ60 حبلا في اليوم.
أما «بهية محمد»، فتعمل منذ أكثر من 30 سنة في صناعة الليف والمقاطف، وتقول إنها تشتري الليف بعد تقليم النخيل، وثمنه 30 جنيهًا، وتستخدمه في صناعة المقشات والمقاطف، مؤكدة أن العمل يتم على 3 مراحل رش الليف بالمياه ثم تقطيعه ثم غزله.
وتحلم بهية بأن تبيع منتجاتها في معارض دولية، وخاصة أن منتجات الليف من العلامات التراثية التي يجب الاحتفاظ بها.
ففي مرحلة قبل التصنيع ينقع الليف في الماء من أجل تخميره، ثم يفصل الناعم عن الخشن ثم يقطع على شكل نساير طويلة للتضفير ثم تجمع وحدات صغيرة لتصنيعها.
وعن طريقة غزل الليف، يستخدم سيدات القرية ماكينة خشبية تتراص عليها خيوط بشكل أفقي ورأسي، وتتسارع يداها في غزل الخيوط، ويحتاج الغزل تركيز حتى لا تخطئ فتضطر أن تعالجه لساعات طويلة.
صناعة الحبال تحتاج إلى شخص قوي لأن صناعته ليست بسهلة، ومن يعمل ذلك تسميه القرية بـ”الفتال”، فبعد رش الليف بالماء ليصبح أكثر مرونة في التشكيل، يقوم الفتال بفتل هذا الألياف ليصبح اكثر مرونة عند التشكيل، ودمجها مع بعض البعض بطريقة الضفائر، حتى يحصل على الطول المناسب على حسب الاستخدام.
وتتعدد استخدامات صناعة الحبال منها صناعة القفف المصنوعة من الخوص، وصناعة أيادي المقاطف وليف طبي للاستحمام والذي ينصح به العديد من الأطباء، وغيرها من الاستخدامات.