عزيزي الرجل احذر «سرطان الثدي»
سرطان الثدي؛ مرض ارتبط في الأذهان بالنساء فقط، ولكن الواقع والدراسات والأطباء يؤكدون أن الرجال كذلك عرضة للإصابة به.
ففي الوقت الذي تطلق الحملات للكشف المبكر على سرطان الثدي، ويملًأ هواء الفضائيات تلك النصائح الموجهة لشريحة النساء بشكل خاص، غفلت الإشارة وتنبيه الرجال منه وهو ما لا يجعل لدى الكثير منهم وعي بإحتمالية الإصابة به، وحينما يأتي ويكتشفونه عادة ما يكون وصل لمرحلة متأخرة.
يقول دكتور جمال الحوراني، أستاذ الجراحة وتجميل الثدي في مقطع مصور له: سرطان الثدي عند الرجال مشابه لذاك لدى النساء في أغلب الجوانب والأسباب وفي أسلوب التشخيص والعلاج، ولكن أهم الفروق هو في نسبة الحدوث.
ولفت إلى أن أقل من 1% من مجمل حالات سرطان الثدي تحدث عند الرجال، كما أنه يأتي في عمر أكثر تقدمًا عند الرجال عنه لدى النساء.
وأوضح أن من يصاب منهم بهذا المرض يكون قد تجاوز الـ 60 أو 70 عامًا، كما أن الرجال غالبًا ما يكتشفوه في مرحلة أكثر تأخرًا له، نظرًا للإعتقاد الخاطئ أنه لا يصيبهم.
ولكن لماذا يصيب هذا المرض الرجال؟؛ يجيب الحوراني قائلًا: للرجال أثداء كما النساء ولكنها ضاغطة ولأسباب غير معروفة في معظمها قد يحدث خلل في الأنسجة يؤدي للإصابة بسرطان الثدي.
واستكمل: في الأغلب يشخص البعض في مرحلة مـتأخرة ويكون عبارة عن كتلة صلبة في الثدي وقد يرافقها تغير في الجلد والحلمة، ويلجأ الأطباء لصورة الألترا ساوند.
وطالب بضرورة الفحص في حالة ملاحظة كتلة غريبة مشبوهة للإطمئنان، ووضع الخطة العلاجية في حال ثبوت الإصابة.
وأضاف: يمكن الإشارة هنا إلى أن معظم الكتل السرطانية بثدي الرجال هي بالإساس انتشار لسرطان آخر وليس سرطان ثدي في المقام الأول.
ولفت إلى أنه ليس هناك سبب مباشر للإصابة بسرطان الثدي عند الرجال ولكن هناك مجموعة من عوامل الخطورة، منها وجود تاريخ عائلي للإصابة بسرطان الثدي ، أو التعرض للإشعاع في مرحلة سابقة من العمر، أو وجود بعض الأمراض الكروموسية، فضلًا عن أسباب أخرى نادرة الحدوث.
وأكد أن إصابة أحد الثديين عند الرجال بالسرطان يزيد كثيرًا من فرصة إصابة الثدي الآخر بذات المرض.
أما عن علاجه؛ فلفت إلى أنه واحد سواء عند الرجال أو النساء، ويتلخص في : (الجراحة كإستصال الثدي والعقد الليمفاوية والعلاج الكيماوي والإشعاعي بالإضافة للعلاج الهرموني).
طبقا لإحصائيات منظمة الصحة العالمية، فإن سرطان الثدي بشكل عام هو السرطان الأكثر شيوعًا بين النساء في العالم خاصة والرجال عامة ، ففي الولايات المتحدة بنهاية عام 2018 سيكون هناك ما يقدر بنحو 266,120 حالة جديدة من سرطان الثدي المنتشر التي سيتم تشخيصها في النساء و2,550 حالة تشخيص لدى الرجال.
قرابة 2000 رجل يصابون به سنويا، كما يموت به سنويا حوالي 440 ألف حالة، وفقًا لموقع “menshealth”، والذي نشر تصريحًا لدكتور كريستين فيرنانديز، قال فيه إن أغلب الرجال يتجاهلون أعراض الإصابة بالمرض، لغياب الوعي عن احتمال إصابتهم بالمرض، لوجود عدد خلايا أقل من النساء في منطقة الصدر.
يشار إلى أن تقرير السجل السعودي للأورام أشار إلى أن 24 حالة من أصل 1497 إصابة تم تشخيصها بأنها سرطان ثدي عند السعوديين والسعوديات عام 2010.
ويشير البعض إلى أن بعض الرجال يعلمون ولكنهم لا يتوجهون للكشف خوفًا من الخجل الذي قد يتعرضون لهم في مجتمعاتهم.
كانت صحيفة ديلى ميل نشرت سابقًا قصة رجل أمريكي اصيب بهذا المرض، يدعى “كيفين” كان يبلغ من العمر حينها 68 عامًا، يعمل في عروض السحر ويعيش في هونولولو بهاواي.
وذكر “كيفين” أنه في عام 2014 وجد نتوءات على الجانب الأيسر من صدره ولم يشعر بأي قلق، ومع الوقت بدأت تسبب له انزعاجًا ونصحته زوجته بإجراء فحص.
كانت الصدمة بعد الكشف عليه بالأشعة؛ حيث فوجئ بإصابته بسرطان الثدي في المرحلة الأولى له، وطلب منه الأطباء ضرورة استئصاله من أجل ازالة الورم، وبالفعل أزال الأطباء الحلمة على الجانب الأيسر من صدره ثم تابع معهم العلاج الكيميائي.