20/04/2024

للمرة الثانية.. حقيقة استخدام أدوية منع الحمل في سوق الدواجن

فوجئت السيدات، خلال الأسابيع الأخيرة، باختفاء أكثر الأنواع رواجاً من أقراص «منع الحمل»، ومنها «سيلست، وياسمينا، وجينارا»، واتهمت الشعبة العامة للصيدليات أصحاب مزارع الدواجن والأطباء البيطريين بالتسبب فى الأزمة، إلا أنهم نفوا ذلك، مؤكدين أنهم امتنعوا عن استخدامها فى تغذية الدواجن منذ فترة كبيرة، واستبدلوها بفيتامينات ومحفزات نمو.

“مها”: مثل أدوية الأمراض المزمنة “لازم تتوفر”

«بقالى ١٠ سنين باخد حبوب منع الحمل، ومش هعرف أغيرها بحاجة تانية بديلة بعد المدة دى كلها».. هكذا بدأت مها سيد، ٤٢ عاماً، ربة منزل، من منطقة بولاق الدكرور، حديثها عن أزمة اختفاء الحبوب من الصيدليات، مؤكدة: «لفيت على البرشام بتاعى فى كل الصيدليات القريبة منى، وبرضه ما لقتهوش، مش عارفة هيتوفر لنا إمتى».

وأشارت إلى أنها تستخدم أقراص «ياسمينا»، التى وصل سعر الشريط منها إلى 50 جنيهاً قبل اختفائها، مضيفة: «ما عنديش مشكلة سعره يزيد لكن يبقى موجود، أدوية منع الحمل زيها زى أدوية الأمراض المزمنة، ولازم تتوفر لأن غيابها مشكلة كبيرة».

هناء محمود، ٤٠ عاماً، موظفة بإحدى شركات القطاع الخاص، من سكان منطقة الدقى، قالت إنها ترددت على صيدليات فى مناطق مختلفة للبحث عن الحبوب، التى اختفت، لكن كل محاولاتها باءت بالفشل، مؤكدة: «دورت عليها فى كل مكان حتى السوق السوداء وملقتهاش، ومش عارفة هتتوفر إمتى، وأنا حالتى الصحية ما تسمحش إنى آخد بديل».

وأضافت: «إذا طال اختفاء هذه الأدوية، سيترتب عليه زيادة الكثافة السكانية، مفروض إن الدولة عاوزة تقلل الكثافة السكانية، وتنظم الأسرة، إزاى ده هيحصل وأدوية تنظيم الأسرة مش موجودة بقالها فترة؟!».

 صيدلى: السيدات يرفضن البدائل

وقال محمود على، 45 عاماً، صيدلى بمنطقة الدقى، إن نقص أقراص منع الحمل ليس بجديد، إذ إنها تختفى بين الحين والآخر، كغيرها من الأدوية المستوردة، مشيراً إلى أن النقص فى أهم أنواع الأقراص وأكثرها رواجاً بين السيدات، رغم وجود بدائل كثيرة من أدوية تنظيم الأسرة.

وأضاف أن سيدات كثيرات يترددن عليه يومياً ليسألن عن الأقراص، وعندما يقترح عليهن استخدام البدائل مثل «اللولب، والكبسولة» يرفضن، موضحاً: «الستات بتخاف تجرب حاجة غير اللى اتعودت عليها، عشان ما تتعرضش لمتاعب صحية، ومش عارفين الأقراص هتتوفر إمتى لأنها مختفية من الصيدليات والوحدات الصحية».

فى الوقت نفسه اتهمت الشعبة العامة للصيدليات أصحاب مزارع الدواجن والأطباء البيطريين بالتسبب فى نقص أقراص منع الحمل، مؤكدة أنهم يستخدمونها فى تغذية الدواجن لتسمن بسرعة، إلا أن أصحاب مزارع الدواجن تبرأوا من الأزمة، مؤكدين أنهم امتنعوا عن استخدامها منذ فترة، واستبدلوها بفيتامينات ومحفزات نمو.

مربو دواجن: نستخدم فيتامينات ومحفزات نمو أرخص وأوفر وأقل خطورة

وقال محمد حسين، مهندس زراعى، مشرف على مزارع دواجن، بمنطقة أبورواش بالجيزة، إنه لا يستخدم حبوب «منع الحمل» داخل مزارعه، بل يعتمد اعتماداً كاملاً على العلف الطبيعى، دون خلطه بأى مواد أخرى، موضحاً: «العلف دلوقتى أحسن كتير من زمان، وفى أقل من شهر الفراخ بتوزن ٢ كيلو، من غير أى فيتامين أو دواء». وأشار إلى أن استخدام أدوية «منع الحمل» فى تسمين الدواجن كان ظاهرة، لكنها اختفت منذ فترة، بسبب تحسن نوعيات العلف، مضيفاً: «أصحاب المزارع زمان جربوا إنهم يستخدموا حبوب منع الحمل عشان يزودوا هرمونات الدواجن ويزودوا حجمها فى وقت أقل، وفعلاً نجحوا فى تحقيق ده، لكن مع الوقت الموضوع قل، لحد ما اختفى، ونقص الحبوب الحالى مالوش علاقة بالدواجن، السبب الأول والأخير فى استيراده».

وأكد يحيى علاء، ٣٩ عاماً، صاحب مزرعة دواجن بمحافظة المنوفية، أنه لا يستخدم حبوب «منع الحمل» مع العلف لارتفاع سعرها وعدم توفرها طوال الوقت، مضيفاً: «فيه فيتامينات بنفس فاعلية الحبوب دى، وسعرها أقل ومتوفرة طول الوقت وفى أى مكان». وأشار إلى أنه يشترى محفزات نمو، بسعر 45 جنيهاً للكيلو، ويخلطها بالعلف لأنها «أفضل من حبوب منع الحمل التى تسبب مشاكل للدواجن، بينما المحفزات نتائجها أكثر صحية».

من جهته، قال عصام رمضان، طبيب بيطرى: «إن ما يتردد حول استخدام أصحاب المزارع حبوب منع الحمل فى تسمين الدواجن شائعات خاطئة»، موضحاً أنها كانت ظاهرة قديمة لكن توقفت لأسباب كثيرة، أهمها ارتفاع سعر الحبوب، حيث أصبح الشريط الواحد بـ٥٠ جنيهاً، بعدما كان بجنيه واحد. وأضاف أن «هذه الأدوية تسبب عدة مشاكل للدواجن كتخزين مياه تحت الجلد، وإجهاد الجهاز المناعى، ما يؤدى إلى نفوق عدد كبير منها»، مشيراً إلى أن أصحاب المزارع يلجأون إلى بدائل أفضل وأوفر وأقل خطورة مثل «محفزات النمو»، وعدد من أنواع الفيتامينات، التى يتم خلطها مع العلف، ما يؤدى إلى زيادة حجم الدواجن بسرعة فى أقل وقت. وأكد أن «محفزات النمو والفيتامينات تباع بسعر 45 جنيهاً للكيلو، وهى أوفر بكثير بالنسبة للمزارعين».

تصنيفات