29/03/2024

اعتماد الأطفال على أبويه

إبداء الطفل لعواطف تناقض ما يشعر به في الحقيقة.
يحول هذا الاعتقاد دون ممارسة التقمص العاطفي مع الطفل لأنه يجعل الآباء ينزعون إلى عدم تقدير الحالة النفسية للطفل. فالطفل ليس لديه العديد من الوسائل التي يستطيع من خلالها التعبير عن شعوره بالحزن. وبذلك يمكن القول إن الطفل الذي يبكي ويصرخ يكون مضطربًا. وعلى الرغم من ذلك، قد يتجنب الآباء تفسير سلوك الطفل على أساس أنه يعاني من الحزن والضيق، وربما يعتقدون أنه يحاول جذب الانتباه إليه عن طريق تظاهره بالغضب أو أنه يحاول أن يتحايل على أبويه من أجل الوصول إلى غايته؛

أو أنه يبكي ويصرخ من أجل العودة غليهما. من الصعب أن تحد طفلاً لا يبكي أو يصرخ (ومع ذلك يحاول الكبار إيجاد المبررات لهذه الانفعالات لدى الأطفال)، ويستطيع الأطفال أيضًا التعبير عما يشعرون به من خلال تعبيرات الوجه ودرجة الهدوء التي يتمتعون بها والحركات البدنية وما إلى ذلك. إلا أن الآباء قد يسيئون فهم هذه العلامات التي يصدرها الطفل وقد يشعرون بالحيرة بسبب “سوء سلوك الطفل”. وعند الاعتقاد أن الطفل يتظاهر بهذه المشاعر، فلن يقوم الآباء بمارسة التقمص العاطفي، المر الذي يؤدي إلى عدم الاهتمام بمشاعر الحزن لدى الطفل (لأن هذا الحزن لا يبدو حقيقيًا لهم) ومن المحتمل أن يكون رد فعل الآباء هو توجيه العقاب للطفل أو تجاهله. وهذا يؤدي إلى عدم تقديم الدعم النفسي للطفل. ولذلك فإن سلوكياته وانفعالاته قد تزداد حدة في هذه الحالة، فمثلاً قد يعلو صراخه أو ربما تنتابه المزيد من نوبات الغضب والانفعال.
اعتماد الأطفال على أبويه في التعامل مع عواطفه (أو العكس)

يعتمد الأطفال على الآباء في التحكم في انفعالاتهم ويحتاجون إلى دعمهم النفسي لمساعدتهم في التعامل مع عواطفهم. لذلك، فإن الآباء والأمهات الذين يعتقدون عكس ذلك قد يتعاملون مع الطفل بخشونة، وربما يستنتجون أنه لا يتعتين عليهم الاهتمام بما يقولونه أو بما يقومونه به منأفعال. ولذلك فإنهم دائمًا ما يوجهون الانتقادات لمشاعر أطفالهم ويستخفون بها أو ربما يتصرفون بطريقة تؤدي إلى جرح مشاعرهم. وعندما تجرح مشاعر الأطفال، فإنهم يصبحون انطوائيين أو ربما لا يهابون أحدًا، إن الانطواء على الذات أو الجرأة الزائدة أو خلو الوجه من التعبير قد يعزز لدى الآباء الاعتقاد بان الطفل لا يولي أي اهتمام لهم. وكلما بالغت في إيذاء مشاعر الطفل قد تقل استجابته لإيذائك له. وبذلك قد يتخذ الطفل موقفًا متحديًا لك، فمثلاً تجد أنه يقول “إنني لا أعير أي اهتمام لما تقوله”. ولكن في باطن الأمر، يعير الأطفال الكثير من الاهتمام لما يقوله الآباء والأمهات، وقد يفقد بعضهم الأمل في جلب السعادة لآبائهم، على الرغم من استمرار هؤلاء الآباء في جرح مشاعرهم من خلال توجيه النقد لهم أو تجاهلهم وعدم الاستماع إليهم.
أما الآباء والأمهات الذين يدركون مدى حساسية الطفل لما يقولونه وما يصدر عنهم من أفعال يكونون أكثر مراعاة لحقوق أطفالهم ومشاعرهم. ويكون ذلك دافعًا للطفل على أن يثق بهم وأن يتواصل معهم بصراحة ووضح أكبر، بينما الأطفال الذين يقوم أباؤهم بجرح مشاعرهم – سواء عن قصد أو دون قصد – يميلون إلى حماية أنفسهم ولا يتحدثون عن حقيقة مشاعرهم.
ويوضح الشكلان الآتيان نموذجًا متسلسلاً لكيفية ممارسة التقمص العاطفي، ويبين الشكل الأول أن معتقدات الآباء الإيجابية عن الطفل تساعدهم في ممارسة التقمص العاطفي. وفي هذه الحالة، سيكون من المحتمل تلبية الاحتياجات العاطفية للطفل مما يجعل الحالة النفسية للطفل أفضل (ووفقًا لذلك سيسلك سلوكًا حسنًا). وقد يعزز السلوك الحسن للطفل فيما بعد معتقدات أبويه عنه بان تصرفاته تتسم بالعقلانية وأنه يتمتع بشخصية قوية وحسنة. على النقيض، عندما لا يمارس الآباء التقمص العاطفي، فلن تتم تلبية الاحتياجات العاطفية للطفل، كما يتضح من الشكل الثاني. ومن المحتمل أن يشعر الطفل بتجاهل الآخرين أو توجيههم النقد له وينعكس ذلك على سلوكه الذي يصبح سيئًا، ويعزز السلوك السلبي للطفل اعتقاد الآباء أن هناك شيء خاطئ يتعلق بشخصية الطفل – مثل أنه عدواني أو أنه يتصرف بطريقة غير عقلانية.

تصنيفات