22/03/2024

دعوات لإحياء «منارة الإسكندرية».. هل تستجيب المحافظة لإعادة رونقها؟

يزخر تاريخ محافظة الإسكندرية القديم بالعديد من المعالم والآثار الهامة التي دمرت وانهارت بسبب فعل الزلازل المدمرة التي ضربت المدينة عبر عصور مختلفة، ومن بين تلك المعالم هي منارة الإسكندرية القديمة والتي كانت إحدى عجائب الدنيا السبع القديمة.

وتحطمت المنارة كليًا في زلزال مدمر ضرب المدينة الساحلية عام 1303 م، وقام السلطان قايتباي بعد ذلك ببناء قلعته الشهيرة في نفس موقعها.

ومؤخرًا دشن عدد من المهتمين بالشأن الثقافي بالإسكندرية حملة طالبوا خلالها بإعادة تشييد المنارة في موقع مجاور لموقعها القديم والذي يحتله حاليا آثر أخر هو قلعة قايتباي وذلك بهدف زيادة الجذب السياحي وإعادة المدينة لرونقها القديم.

يقول أحمد حسن، أحد مطلقي الحملة، إن الحملة تهدف إلى أحياء أحد أهم معالم المدينة القديمة والمعروف عالميا، مشيرا الى أن ذلك من شأنه الترويج بشكل أكبر للإسكندرية وجذب السياحية الأجنبية بعد سنوات من اعتماد المدينة على السياحة العربية فقط.

وأضاف”:كيف لا يكون في الإسكندرية منارة.. نموذج لها تم تشييده في القرية الثقافية «نافذة على العالم» في شنغهاي الصين.. بنيت وفق الوثائق والأوصاف التي كتبت قديما، والهدف منه جذب السياح.

ويشير حمدى علي، أحد المشاركين في الحملة إلى أن المهندس محمد عبدالظاهر محافظ الإسكندرية الأسبق كان قد أعلن وقت توليه عن أن أجهزة المحافظة تخطط مع كافة الجهات من أجل طرح “أرض كوتة”، لتنفيذ مشروع فندق برج الإسكندرية العالمي، والذي يجمع في تصميمه شكل فنار الإسكندرية القديم بجوار مكتبة الإسكندرية، مشيرا إلى أن تلك لم تعدو سوى وعود.

ولاقت الفكرة تجاوب عدد كبير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، حيث قالت منى حسين: “أتمنى تنفيذ هذه الفكرة الرائعة، وخاصة أنها من الأفكار المفيدة في جذب السائحين وإعادة المدينة إلى رونقها القديم، وهي في المجمل ستكون مصدر دخل للمحافظة للإنفاق على مشاريع اخرى مثل تجديد حديقة الحيوان وغيرها”.

واقترحت آمال حسين إنشاء مشروعات سياحية تخدم تلك الفكرة من خلال إقامة كافتيريات ومطاعم وغيرها من وسائل الترفيه.

يشار إلى أن فنار الإسكندرية أو منارة الإسكندرية، من عجائب الدنيا السبع التي ذكرها الإغريق، وكان موقعها على طرف شبه جزيرة فاروس وهي المكان الحالي لقلعة قايتباي بمدينة الإسكندرية المصرية. تعتبر أول منارة في العالم. أقامها سوستراتوسفي عهد بطليموس الثاني عام 270 ق.م وكانت ترتفع 120 مترا ودمرت في زلزال عام 1323.

أُنشأت عام 280 ق.م، في عصر “بطليموس الثاني”، وقد بناها المعماري الإغريقي “سوستراتوس”، وكان طولها البالغ مائةً وعشرين متراً، ويعتقد البعض أن الحجارة المستخدمة في بناء قلعة قايتباي هي من أحجار الفنار المدمر، كما أن موقع القلعة هو ذاته موقع فنار المنهار.

وقد حدث زلزال 1303 م في عهد السلطان “الناصر محمد بن قلاوون”، فضرب شرق البحر المتوسط، ودمر حصون الإسكندرية وأسوارها ومنارتها.

تصنيفات