19/04/2024

قرارات عاجلة من النيابة بحق «قاتل إمام الهرم».. وتشميع المسجد

قررت نيابة حوادث جنوب الجيزة، حبس أستاذ بكلية الزراعة بجامعة المنيا، منقطع عن العمل، 4 أيام على ذمة التحقيقات، مع عرضه على لجنة طبية مختصة من مستشفى الأمراض العقلية والنفسية ووضعه تحت الملاحظة 45 يومًا، وإعداد تقرير وافٍ للنيابة بشأن سلامة قواه العقلية، بعد اتهامه بقتل طالب بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، فى أثناء إمامته للمصلين يوم الجمعة، في منطقة فيصل، حسبما قالت مصادر قضائية.

وأصدرت النيابة قرارًا بتشيمع مسجد الرحمة، محل الجريمة، عقب إجرائها معاينة تصويرية للمكان، وقيام خبراء الأدلة الجنائية برفع آثار الدماء من داخل المسجد لفحصها، كما أجرت النيابة معاينة تصويرية لشقة المتهم التي تبعد قرابة 40 مترًا عن المسجد، مسرح الجريمة، وتحفظت النيابة عليها عقب الانتهاء من معاينتها.

كما تحظفت النيابة على عدد من مقاطع الفيديو التى التقطها عدد من رواد المسجد، ووثقت اعترافات المتهم، إضافة إلى كاميرات المسجد، لإرسالها إلى خبراء تكنولوجيا المعلومات بوزارة الداخلية لفحصها.

واعترف المتهم «أحمد.م»، 41 سنة، بحسب تحقيقات النيابة برئاسة حازم عامر، بجريمته، كونه الأحق بالأمامة من المجني عليه الشاب محمد العدوي، 27 سنة، مرددًا:«أنا خليفة الله في الأرض.. والأحق بالإمامة.. وكل أئمة المساجد يستحقون القتل».

واتخذت النيابة قرارها بشأن إيداع المتهم بمستشفى الأمراض العقلية لبيان ما إذا كان يعاني من أمراض نفسية من عدمه، ومعرفة دوافعه لارتكاب الجريمة.

واستدعت النيابة -وفقًا للتحقيقات- عددًا من شهود العيان الذين تحفظوا على المتهم داخل مسجد الرحمة الذي شهد الجريمة، لحين وصول الشرطة، وقالوا إن الأستاذ الجامعي سدد طعنتين للمجني عليه بسكين مطبخ في ظهره، وخرج السكين من القلب، وأغرقت الدماء جلباب إمام المسجد وطاقيته والسجاد، وبنقل المجني عليه إلى مستشفى الهرم كان قد لفظ أنفاسه الأخيرة، فالإصابات التي لحقت بجسد الإمام «العدوي» قاتلة: «السكين كان راشق في ضهر إمام المسجد لحد ما وصل المستشفى».

وقال الشهود فى سردهم لتفاصيل الجريمة، المتهم طعن إمام «الرحمة» فى أثناء سجوده بالركعة الثانية في صلاة الجمعة، وتلاحظ لديهم أن المتهم تشاجر مع المجني عليه قبل صلاة الجمعة لإصرار الأول على تلاوة الإمام لآية الكرسي قبل دخول المسجد، وتمكن المصلون من فض الاشتباك بأن قالوا للمتهم: «عندك مساجد كتيرة ممكن تصلي فيها.. سيبك من مسجد الرحمة».

«أقرأ آية الكرسي مرتين».. هكذا أوضح الشهود، أن المتهم طلب من «العدوي» قراءة الآية بسورة البقرة، مع دخول المجني عليه إلى المسجد، استعدادًا لإلقاء خطبة الجمعة.

وتابع الشهود، فى أقوالهم، قبل أسابيع حدث خلاف بين المتهم والمجني عليه، لاعتقاد «الأول» أن إمام المسجد تحدث عنه فى إحدى خطبه، والتى كان موضوعها حول:«الزواج والطلاق»، إذ أكد الشهود وهم من جيران المتهم، أن الأخير منفصل عن زوجته ولديه 3 أولاد «ولدين وبنت»، ويقطن بالمنطقة قبل 4 سنوات، وأنه غير مختلطٍ بالناس «تحسه غير متزن».

وعن ردة فعل المجني عليه تجاه المتهم، روى الشهود بالتحقيقات، أنه قبل صلاة الجمعة استقبل الإمام طلب الأستاذ الجامعي بقراءة آية الكراسي، بقوله: «يا سيدي أمشي الجوامع هنا كتيرة»، وغادر المتهم بالفعل مسجد الرحمة، واتجه إلى مكان آخر، وتلاحظ لديهم إمساكه بكيس أبيض اللون، وتبين احتوائه على السلاح المستخدم في الجريمة.

وروى الشهود، أمام النيابة، أنهم قيدوا المتهم بالحبال وطرحوه أرضًا عقب قتله للمجني عليه، وكان يقول:«أنا خليفة الله.. ربنا موكلني أكون الإمام بدل منه، هذا إبليس نفسه»، ليؤكدوا ضبطهم سكين ثانية بحوزة المتهم.

وأفادت التحقيقات بأن الفيديوهات الملتقطة للمتهم أظهرته وهو يقول:«أنا أحق منه فى الإمامة.. ومكنتش عاوز أقتله لأنه اتكلم عن الزواج والطلاق فى خطبة قبل كدة، بس هو إبليس ولازم يقتل».

وذكرت التحقيقات أن المصلين لم يلاحظوا المتهم وهو يتقدم تجاه الإمام لقتله، لأنهم كانوا فى وضع السجود، وحينما سمعوا أصوات دبدبة على الأرض ظنوها لهوًا لأطفال، وانتبهوا على أصوات صراخ الإمام عبر مكبر الصوت «الميكروفون»، فقطعوا الصلاة وضبطوا المتهم.

وكان عدد من الأهالي تحدثوا عن حسن أخلاق محمد العدوي، المجني عليه، وقالوا إن المتهم يعاني انفصامًا في الشخصية، وحين وصلت الشرطة لضبطه ردد: «أنا خير أجناد الأرض».

ولفت الأهالي إلى أن المتهم لم يكن مواظبًا على أداء الصلوات، وهو يقطن بجوار مسجد الرحمة، مستنكرين الجريمة: «إزاي واحد يقتل شاب بيعلم الناس دينهم»، مستدركين: «إمام المسجد ربنا اختاره يموت وهو ساجد لأنه شخص ذا خلق».

تصنيفات