28/03/2024

لماذا لم تنخفض أسعار السلع رغم تراجع الدولار؟

يبدو أن الأسعار في مصر لا تعرف طريق الانخفاض، إذ أنه برغم تراجع الدولار أمام الجنيه، بشكل ملحوظ منذ بداية العام الجاري، فإن الأسعار لم تنخفض، بل إنها تواصل الارتفاع.

وشهدت العملة الخضراء انخفاضا بنحو 5% منذ بداية العام، إذ خسر الدولار حوالي 88 قرشًا، ليصل إلى نحو 17.07 جنيه للبيع، و16.97 جنيه للشراء، بحسب متوسط أسعار العملات على موقع البنك المركزي.

وتشير بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، إلى أن التضخم لا يزال يحقق أرقاما موجبة، أي أن الأسعار في ارتفاع، وإن كان هذا الارتفاع قد تباطأ في الشهور الأخيرة.

وسجل التضخم السنوي، الذي يقيس معدل الارتفاع في الأسعار، في شهر أبريل الماضي، 12.5% مقابل 13.8% في شهر مارس الماضي، بحسب بيانات جهاز الإحصاء، وهو ما يقل كثيرا عن مستوياته في منتصف 2017، والذي كان تجاوز 30%.

وقال أحمد الوكيل، رئيس الاتحاد العام للغرف التجارية، لمصراوي، إن أسعار السلع لم تنخفض “بسبب شراء مستلزمات الإنتاج والمواد الخام لأغلب السلع المعروضة في السوق حاليا بسعر الدولار قبل هبوطه، وبالتالي لم تنخفض أسعار السلع النهائية، لأن مخزون السلع الحالي تكلفته مرتفعة”.

وأضاف أن تحديد سعر السلع يتم وفقا لما يعرف بالدورة التجارية التي تتراوح بين 3 و4 أشهر، وهو ما يعني أن انخفاض الدولار لن ينعكس تأثيره مباشرة على سعر السلع.

“المستوردون يقومون باستيراد المواد الخام ومستلزمات الإنتاج كل 4 شهور بحسب الدورة التجارية للمستوردين، والدولار بدأ في الانخفاض منذ حوالي 3 شهور تقريبًا، وبالتالي الأسعار لم تتأثر بهذا الانخفاض”، بحسب ما قاله الوكيل.

وأضاف الوكيل، أن حركة البيع والشراء للمستهلك تتحكم بشكل كبير في السعر وليس فقط التحرك في سعر الدولار.

“عند حدوث تراجع في سعر الدولار دون أن يحدث تفاعل من المستهلك فيما يتعلق بالبيع والشراء فلن يؤثر ذلك على سعر السلع”، وفقًا لقوله.

وفي نفس السياق قال أحمد شيحة، أحد كبار المستوردين، لمصراوي، إن تراجع سعر الدولار أمام الجنيه، لم يؤثر على أسعار السلع، “لأن الانخفاض جاء بالتدريج ولم يأت هذا التراجع مرة واحدة”.

وأضاف أنه “لو كان الدولار هبط 89 قرشًا مرة واحدة كنا سنجد مردودا إيجابيا لكن الهبوط كان بمستويات بسيطة بين 5 و7 قروش وبالتالي لم يؤثر بشكل واضح على الأسعار”، بحسب شيحة.

وقال شيحة إن “استمرار تراجع الدولار، لفترة طويلة، سيكون له تأثير مباشر على أسعار أغلب السلع في الفترة المقبلة”.

وعلى الرغم من رأي التجار بأن الأسعار لم تنخفض بسبب المخزون الذي تم استيراده أو استيراد مكوناته بسعر الدولار المرتفع، إلا ان خبراء يرون أن ضعف أدوات الرقابة على السوق يساهم أيضا في إعطاء الفرصة للتجار لمنع انخفاض الأسعار، واستفادة المواطنين من تراجع الدولار، خاصة أن الدولار الجمركي ينخفض بشكل مستمر في الشهور الماضية، والذي يساهم في تقليل تكلفة الاستيراد.

وقال يحيي الزنانيري، رئيس شعبة الملابس الجاهزة في غرفة القاهرة التجارية، لمصراوي، إن تراجع أسعار الدولار لم يؤثر على أسعار الملابس في الأسواق حتى الآن.

“لن يحدث انخفاض ملحوظ في أسعار الملابس إلا بعد تراجع الدولار بقيمة جنيهين على الأقل”، بحسب ما قاله الزنانيري.

وأضاف أن “الملابس الموجودة حاليًا تم شراؤها على سعر الدولار القديم، فيتم بيعها بسعرها القديم حتى نفادها أو يتم عمل أوكازيون في نهاية الدورة التجارية وهي كل 3 أشهر في العام”.

وقال الزنانيري، إن انخفاض سعر الدولار قد لا يؤدي إلى انخفاض الأسعار في الفترة المقبلة، “لأن هناك عناصر أخرى تدخل في التكلفة سترتفع مثل الكهرباء والغاز والبنزين.. يعني ربما الأسعار ترتفع ولا تنخفض”

تصنيفات