12/12/2024

الأرصاد : أمطار فى مايو والصيف المقبل أشد حرارة

قال الدكتور إبراهيم عطا، رئيس الإدارة المركزية للتحاليل والتنبؤات بهيئة الأرصاد الجوية، إن الطقس في مصر تأثر كثيرا بسبب التغيرات المناخية التي تحدث في العالم أجمع، لافتًا إلى أن هناك عدة ظواهرة جوية حدثت في مصر خلال الفترات الأخيرة لم تحدث قبل ذلك، منها ارتفاع درجات الحرارة في فصل الشتاء.

وأضاف عطا، في حوارة لمصراوي، أن توقيتات بداية الفصول في مصر تغيرت عن ما كنا نشهدة في العقود السابقة، مشيرًا إلى أن هناك عدة أسباب تجعل المواطن يشعر بدرجات حرارة وإحساس بحالة الجو غير المعلنة، وأهمها درجة الرطوبة وسرعة الرياح، وإلى نص الحوار..
ما الظاهرة الجوية التي تتحكم في طقس مصر؟

موقع مصر الجغرافي هو المتحكم في الطقس والمناخ، وحالة الطقس مرتبطة بحالة الكتلة الهوائية، شمال مصر يتعرض باستمرار للكتل الهوائية الباردة القادمة من البحر المتوسط ومنخفض قبرص الهوائي، أما جنوب مصر يتعرض للكتلة الهوائية الساخنة القادمة من جنوب القارة وشمال السودان، والطقس مرتبط بأي من الكتلتين تتغلب على الأخرى.

– ما أبرز التغيرات المناخية التي حدثت في مصر خلال الفترات الأخيرة؟

تتمثل في تغير بدايات الفصول عن التوقيتات الجغرافية المحددة لها والتي استمرت لعقود، وبدايات الفصول لها علاقة بتعامد الشمس على دوائر العرض الرئيسية من خط الاستواء أو مدار الجدي أو مدار السلطان، لكننا لاحظنا أنه قبل حدوث تعامد كامل على هذه الدوائر تبدأ الفصول، فصل الربيع من المفترض أن يبدأ 21 مارس، لكننا لاحظنا انه يبدأ قبل ذلك بـ10 أيام على الأقل.
هل هناك تغير في الظواهر أيضًا؟

السيول ومعدلات المطر الكثيرة من التغيرات المناخية، وموجات الحرارة التي أصبحت تمتد لفترات طويلة، بجانب كثرة عدد العواصف الترابية وتوقيتاتها، وكل ذلك يؤكد أن مصر حدث لها تغيرات مناخية كبيرة.
– ما تفسيرك لارتفاع درجات الحرارة بشكل غير مسبوق الأسبوع الماضي؟

كما حدث يوم الثلاثاء الماضي من ارتفاع درجات الحرارة بشكل مفاجئ وصل في القاهرة إلى 31 درجة، يرجع إلى تغلب الكتلة الهوائية القادمة من شمال السودان على الأجواء السائدة في حالة الجو ما أدى لارتفاع درجات الحرارة، وحرارة الجو في هذا اليوم ليست من الطبيعي في هذا الوقت من العام؛ لأنها وصلت في شمال الصعيد لـ33 وجنوب الصعيد وصلت إلى 37.

ويوم الأربعاء انخفضت درجات الحرارة إلى المعدل الطبيعي وهو 20 درجة في القاهرة بسبب إزاحة الكتلة الهوائية الساخنة إلى الأسفل وحلت مكانها الكتلة الهوائية الباردة.

– هل هناك موجات طقس باردة خلال الأسبوع الجاري؟

نتوقع ذلك، ومن المنتظر أن تتعرض البلاد لحالة من عدم الاستقرار في الأحوال الجوية منتصف الأسبوع الجاري، بانخفاض في درجات الحرارة على جميع الأنحاء.
– ما الظواهر الجوية التي ستظهر في هذه الموجه.. وهل ستكون أعنف من الأسبوع الماضي؟

تنبأنا بظهور السحب المنخفضة والمتوسطة المصحوبة بسقوط أمطار متوسطة الشدة على شمال البلاد وشمال سيناء قد تمتد إلى القاهرة، وجنوبا على مدينتي حلايب وشلاتين، وهذه الموجه تتشابه مع التي حدثت يومي الأربعاء والخميس من الأسبوع الماضي من حيث كمية المطر وبرودة الجو، كما من المتوقع أيضًا أن تسقط الأمطار الغزيرة والرعدية على السواحل الشمالية والوجه البحري وتصل لحد السيول على مناطق من سيناء، لكن لا يوجد أي مؤشرات حتى الآن عن وجود عواصف ترابية أو رملية على القاهرة.

– ماذا عن توقعات الصيف المقبل.. وهل يمكن أن نرى أمطارًا غزيرة في إبريل المقبل؟

دقة التنبؤات الجوية تتناسب عكسيًا مع المدة الزمنية، بمعنى أن التنبؤ بحالة الجو خلال 3 أيام يصل إلى 100%، لكن خلال 10 أيام تقل نسبة الدقة، كما يوجد تنبؤات فصلية تتعلق بكل فصل، ومن المتوقع أن يكون الصيف المقبل أكثر حرارة من الماضي، بحيث تزداد الحرارة لما يقرب من نصف درجة، وهذه نسبة كبيرة.

أما بخصوص وجود أمطار غزيرة في شهري أبريل ومايو المقبلين، من المتوقع أن يحدث مثلما حدث العام الماضي عندما شهدت القاهرة الجديدة أمطارًا غزيرة بشكل غير مسبوق، وفي علم التنبؤات والأرصاد الجوية كل شيء وارد الحدوث.

إبراهيم عطا، رئيس الإدارة المركزية للتحاليل والتنبؤات بهيئة<a class= الأرصاد الجوية (1)” border=”0″>
– ما سبب إحساس المواطنين بدرجات حرارة مختلفة عن تلك المعلنة؟

هناك عدة أسباب تجعل المواطن يشعر بدرجات حرارة مختلفة عن حالة الجو المعلنة، وأهمها درجة الرطوبة وسرعة الرياح، لو كانت درجة الحرارة على القاهرة 32 وهذه درجة حرارة رائعة لكن من الممكن أن يشعر الناس بدرجة حرارة عالية، ثم يأتي يوم آخر تكون درجة الحرارة 40 ويشعر الناس بجو لطيف، هذا يرجع إلى عوامل سرعة الرياح ودرجة الرطوبة.

وكل ما كانت الرطوبة عالية كل ما يشعر المواطن بالحرارة، وكل ما كانت سرعة الرياح عالية في الشتاء يكون الإحساس بالبرودة أكثر.

– هل يوجد توصيف جديد للمناخ في مصر؟

حالة الجو في مصر تأثرت كثيرا بالتغيرات المناخية وبالتالي حدث تغير في وصف المناخ، والجملة التي اعتدنا عليها أن جو مصر حار جاف صيفًا، معتدل ممطر شتاء، وهذا التوصيف تغير، وهناك لجنة كبرى مشكلة من قبل هيئة الأرصاد تضم علماء الهيئة لوضع وصف جديد لمناخ مصر في ظل التغيرات المناخية التي أثرت على العالم كله ومنه مصر، وتتعاون اللجنة مع وزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي، لتغير وصف المناخ في مصر ووضع التصور النهائي الذي ستخرج منه اللجنة.
– هل جو مصر سيكون مشكلة في السنوات المقبلة؟

لا يمكن أن يكون موقع مصر سببا في أي مشكلة خلال العقود المقبلة، موقع مصر هو العامل الأساسي في استقرار الأحوال الجوية بمصر وعدم التأثر بتغيرات المناخ مقارنة بالدول المحيطة بنا.

ماذا عن مشروعات تطوير الهيئة؟

هناك 3 مشروعات كبرى يجرى الانتهاء منها خلال أشهر، تنقل مجال الأرصاد الجوية في مصر إلى أعلى المستويات في العالم، وجرى التعاقد على إنشاء 3 رادارات للطقس، ما يساعدنا على التنبؤ بكمية الأمطار وأماكن حدوثها بالتحديد، بجانب تنفيذ 30 محطة أرصاد جوية “أتوماتيك” على أعلى مستوى لرصد درجات الحرارة والصغط والرطوبة وكمية السحب والظوارة الجوية، بجانب الرطوبة.

المشروع الثالث عبارة عن تشغيل كمبيوتر hpc فائق السرعة، والأرصاد الجوية تنقل إلى درجة أخرى خلال أشهر قليلة، وهذه الأجهزة والرادرات يجرى شراؤها من أكبر الشركات العالمية الفلندية “Finland Visa” باعتراف المنظمة العالمية للأرصاد الجوية.

إبراهيم عطا، رئيس الإدارة المركزية للتحاليل والتنبؤات بهيئة<a class= الأرصاد الجوية (7)” border=”0″>
هل تكتفي هيئة الأرصاد بإرسال تقارير الطقس فقط؟

التنبؤ بحالة الجو وعمل تقرير مفصل عن الطقس من أول المهام داخل هيئة الأرصاد الجوية، ثم نعمل على إبلاغ كل الجهات المعنية بتفاصيل حالة الطقس بأسرع وقت لاتخاذ التدابير اللازمة، كما نعمل على دراسة الظواهر الجوية وتحليها ثم إرسال هذه النتائج إلى الجهات المعنية أيضًا.
ماذا عن الجهات الأخرى التي تصدر بعض التنبؤات بحالة الطقس؟

في الحقيقة لدي تحفظ على أي جهه تصدر أي تقارير أو أخبار تتعلق بحالة الطقس، هيئة الأرصاد الجوية هي المنوط بها إعلان حالة الجو والتنبؤ بالظواهر الجوية وكل ما يتعلق بالطقس وليس من حق أي جهة التدخل في عملنا.​

تصنيفات