الأوقاف تراقب أئمتها وتتوعد بفصل المتجاوزين
“إذا كنت إماما بالأوقاف، أو تعمل في أحد قطاعاتها فاحترس لأنك مراقب وحركاتك يتم رصدها أولا بأول سواء على المنبر أو فى تعاملاتك الشخصية مع زملائك والمواطنين، أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وإياك أن تكتب منشورات تعبر عن قناعاتك الفكرية أو السياسية أو الدينية، وإلا سيكون مصيرك الفصل من العمل”..
شعار رفعه عدد من أئمة الأوقاف، بعد إعلان الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، عن متابعة الوزارة للعاملين بالأوقاف ومن يجلسون على المنابر ومتابعة صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعى.
وقال الوزير فى تصريح له: “لو تبين كتابه أى شخص “بوست” يتعارض مع الفكر الوسطى سيتم محاسبة صاحبه تأديبيا، مع التوجيه بفصله”
يأتي هذا بالتزامن مع الحملات التحذيرية المكثفة التى أطلقتها وزارة الأوقاف، وحذرت فيها من الاستخدام السلبي والخاطئ لمواقع التواصل الاجتماعي، وتزامن مع ذلك أيضًا قيام الوزارة بمنع الأئمة من الظهور الإعلامي على الفضائيات إلا بعد الحصول على إذن كتابي من القطاع الديني بالأوقاف.
وفى يوم الخميس الماضي قررت وزارة الأوقاف، وقف الشيخ جمال الدين محمد مرسي سطوحي، عن العمل ومنعه من صعود المنبر، أو أداء الدروس الدينية بالمساجد، لحين انتهاء التحقيقات، والتوصية بإحالته للمحاكمة التأديبية، مع التوصية بفصله من العمل، وذلك على خلفة قيامه بنشر “بوستات” على صفحته الشخصية، بموقع التواصل الاجتماعى “فيس بوك”، لا تتسق أبدًا مع الفكر الصحيح، وفق بيان الوزارة.
وجاءت هذه الواقعة بعد مرور عام تقريبا، على قرار لجنة القيم بوزارة الأوقاف برئاسة الشيخ جابر طايع، رئيس القطاع الديني، بإحالة عبدالله رشدي، للعمل الإداري ومنعه من صعود المنبر أو إلقاء الدروس الدينية بالمساجد، بعد تضامنه فى منشور على صفحته الشخصية على “فيس بوك”، الدكتور سالم عبد الجليل فى رأيه عن فساد عقيدة المسيحيين، الأمر الذى اعتبرته الأوقاف إثارة للفتنة الطائفية بمصر.
في المقابل عبر عدد من أئمة الأوقاف، عن غضبهم الشديد من الاجراءات التى تقوم بها الوزارة ضدهم، مؤكدين أنها تعتبر كبتا للحريات ومزيد من تضيق الخناق عليهم، خاصة وأن مواقع التواصل الاجتماعي هى المتنفس الوحيد لهم الآن، وطلب هؤلاء الأئمة عدم الافصاح عن أسمائهم في التقرير خوفا من العقوبات الإدارية التى يمكن أن توقعها الوزارة عليهم بدعوى مخالفة التعليمات والإدلاء بتصريحات صحفية دون إذن.
ومن جانبه قال الدكتور أحمد علي سليمان عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن مواقع التواصل الاجتماعي قادت الناس للقيام بأكبر عملية تواصل في التاريخ الإنساني وبرزت كقوة جبارة تؤثر تأثيرًا مباشرًا في الوعي والاتجاهات والأحداث وفي صناعة القرار وفي فرض الثقافات، مؤكدا أن وتوظيف هذه المواقع لخدمة الدين والوطن ضرورة حياتية.
وذكر سليمان، الذى ألقى محاضرة علمية لأئمة الأوقاف بمعسكر أبى بكر الصديق التثقيفي بمدينة الإسكندرية، يوم الخميس الماضي، تحت عنوان ” دور الدعاة فى خدمة الدين والوطن عبر مواقع التواصل الاجتماعي”، أن 42% من سكان العالم حاليا يستخدمون السوشيال ميديا،
وحذر من مخاطر مواقع التواصل الاجتماعي، ومنها سهولة استخدامها في نشر والشائعات والمبالغة والتهويل في نقل الأحداث، وضعف العلاقة الأسرية والعزلة النسبية بين أفراد الأسرة، وتغافل العديد عن القيم والضوابط الشرعية، وغياب الرقابة وعدم شعور بعض المستخدمين بالمسؤولية، واقتحام خصوصيات الناس، بالإضافة إلى افتتان النشء والشباب بالحضارة الغربية واعتبارها النموذج الأمثل، وإيجاد الدوافع لتطويع عقول الشباب ووجدانهم للتعايش مع الثقافة الجديدة، وإشاعة الذوق الغربي في الاستهلاك، والتمكين للشره الاستهلاكي، والتشويش على منظومة القيم.
وشدد عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، في تصريح له، على ضرورة اجتناب الكذب والغِيبَة والنميمة، أو نشر تعليقات ساخرة تتضمن استهزاء وافتراء على أي أحد، وتجريم نشر الشائعات، وعدم فعل ما من شأنه الإضرار بالفرد والمجتمع عقدياً وأخلاقيًا وسياسيًا وأمنيًا واجتماعيًا واقتصاديًا، وضَبْط النفس في الكتابة والنَقْل على هذه المواقع، وإدراك مسؤولية الجوارح في استخدام مواقع التواصل والحفاظ عليها، وعدم المبالغة في استخدام هذه الشبكات لأن فيها تضييع الوقت، وهدر الصحة.
كما دعا سليمان إلى ضرورة تجنب الإضرار بالآخرين، والتعرض لتعاليم الأديان جميعًا بسوء، والابتعاد عن تجريح الرموز الدينية، والهيئات، والدول والشعوب، وعدم إثارة النعرات المذهبية أو الطائفية أو العرقية، فضلا عن تجنب إرسال الرسائل بدون ضرورة أو إرسالها لأشخاص لا علاقة لنا بهم.